أعلن أمس جون بيار رافران، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى الجزائر، عن تحقيق تقدم مهم في الملفات قيد البحث بين البلدين في مجال التعاون الاقتصادي والاجتماعي· وأشار إلى قيامه بجولة جديدة في أواخر ماي المقبل لتقييم العمل المنجز منذ مهمته الأولى في نوفمبر الماضي، قائلا إن المفاوضات بين الجانبين بلغت مرحلة متقدمة، وإنه تم قطع شوط معتبر في طريق إنجاز المشاريع· وأكد خلال لقاء صحفي مشترك مع وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمار، محمد بن مرادي، نظم عقب جلسة عمل بين المتعاملين الاقتصاديين للبلدين، أن هدف الطرف الفرنسي المشاركة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجزائر لأن الحديث عن التنمية الاقتصادية يعني خلق مناصب شغل جديدة من منطلق أن المشاريع التي تم تسجيلها وشرع في التفاوض حولها ستسمح بإنشاء أكثر من 20 ألف منصب شغل مباشر حسب المسؤول الفرنسي· وبهذا الخصوص قال بن مرادي إن ''المحادثات حول مشاريع الشراكة الجزائرية الفرنسية التابعة لقطاعات مثل الطاقة والسيارات ومواد البناء والصناعة الصيدلانية تتقدم بشكل جيد، وتم رفع العديد من الصعوبات·وأوضح أن استكمال هذه المحادثات سيمكن من استحداث أزيد من 20.000 منصب شغل مباشر وغير مباشر''·وتحجج رافاران من جانبه بأن قضية المشاكل القنصلية ليس من صلاحياته في دره على سؤال على الإجراءات التمييزية المتخذة من الجانب الفرنسي تجاه رجال الأعمال الجزائريين في مجال منح تراخيص السفر إلى بلاده، مؤكدا أن هذا الملف تتم معالجته في إطار آخر بالتنسيق بين الحكومتين الجزائرية والفرنسية، مشيرا إلى أن مهمته اقتصادية بالدرجة الأولى وتنحصر في تحريك المشاريع التي تم تسطيرها·ونفى رافاران في مجمل رده تأثير الإجراءات الحمائية التي اعتمدتها الحكومة الجزائرية على الاستثمارات الفرنسية، مستدلا بارتفاع المبادلات بين البلدين سنة بعد سنة·وقد تضمن اللقاء الذي جمع المتعاملين الاقتصاديين للبلدين، استعراض عدة ملفات اقتصادية فرنسية في الجزائر· ومن بين هذه الملفات، مشروع شراكة بين المجمع الفرنسي ''توتال'' والشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك لإنجاز مصنع لتقطير الإيثان في منطقة أرزيو الصناعية، بالإضافة إلى استعراض مشروع المجمع الفرنسي ''لافارج'' المتخصص في صنع مواد البناء وتعزيز وجوده في الجزائر من خلال توسيع وتنويع استثماراته·فضلا عن مشروع إنجاز مصنع ثان للأدوية للمجمع الفرنسي ''سانوفي أفنتيس'' ومركز للتخزين وتوزيع المنتجات الصحية في المدينةالجديدة سيدي عبد الله على مساحة قدرها 3,6 هكتارات·وجدد رافاران رغبته في إتمام أشغال ميترو الجزائر وتسوية المشاكل القائمة بين مؤسسة الميترو والمجمع الفرنسي الإيطالي الذي يتولى إنجاز المشروع، وتعهد بأن يوظف كل ثقله لدى الطرف الفرنسي حتى يتم تشغيل الميترو قبل نهاية العام الجاري·