تغطية: زبير فاضل غاب الروائي رشيد بوجدرة عن حفل تسليم أوسمة الاستحقاق الوطني، ليلة أمس، بدار الأوبرا في أولاد فايت، ونابت الروائية أحلام مستغانمي عن المكرمين وألقت كلمة لمحت فيها إلى الكثير خصوصا تهميش الفنان ودعت إلى منح الشباب الموهوب المشعل. كما ترددت عبارات الأسف والحسرة على تغييب اسم زعيم الكوميديا عثمان عريوات عن الحفل التكريمي، كونه يستحق العرفان ولو أنه يملك وسام الجمهور الجزائري بكل جدارة. كما كان متوقعا، تأخر انطلاق حفل التكريم، بأكثر من ساعة ونصف، وهذا وسط إجراءات أمنية مشددة صاحبت دخول المدوعيين إلى قاعة أوبرا الجزائر، خصوصا وأن الأمر يتعلق بأول ظهور للوزير الأول عبد المجيد تبون رفقة طاقمه الحكومي، الذي رافقه إلى القاعة في حدود الحادية عشر ليلا، ولم يتردد في تحية بعض الحضور. الغريب في الأمر، أن النشيد الوطني الذي افتتح به الحفل التكريمي، كان فضيحة من العيار الثقيل، فهل يعقل أن يتم إدراج مقطع منه دون بدايته، وهو ما جعل الحضور يتساءل عن الخلل الذي وقع إن كان فعلا خللا مقصودا، بسبب تأخر الحفل، ولاحتواء مسألة الوقت وعدم بث المقاطع الخمس من النشيد الوطني. وقال وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، بأن تسليم الأوسمة وصل اليوم إلى حوالي المائة، وسيتواصل بإدراج أسماء أخرى، وبعد كلمته التي ألقاها، كرم المكرمون وصاحب ذلك نبذة تعريفية عن كل مكرم رفقة صورته، وغاب الروائي رشيد بوجدرة عن الحفل، ونابه أحد معارفه، وهو أمر متوقع، بعد الأزمة التي عاشها بسبب بث برنامج كاميرا خفية أهانته على إحدى القنوات الخاصة في رمضان. الشاب حسني يعود المثير للانتباه أن عددا من المكرمين نالوا التقدير والتصفيق الحار، من طرف الحضور، خصوصا عندما ذكرت أسماؤهم خصوصا الغائبين منهم على غرار المفتش الطاهر ولابرانتي وعيسى الجرموني وخليفي أحمد والشاب حسني وبهية راشدي وعجايمي والطاهر جاووت وعلولة. كما لحق تسليم الأوسمة بعض الخلل، بسبب تأخر حضور الأقارب وصعوبة صعود كبار السن منهم إلى المنصة، حيث كان يجلس كلا من رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح، على منح الأوسمة للمكرمين نيابة عن رئيس الجمهورية وهذا بحضور الوزير الأول عبد المجيد تبون ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي -اللذين شاركا في منح هذه الأوسمة. وكان صعود الروائية أحلام مستغانمي إلى المنصة لاستلام التكريم مميزا ولافتا، تحت التصفيقات وهي ترتدي البرونوس الشاوي، وكان لها شرف إلقاء كلمة باسم المكرمين قالت فيها إن التكريم انتظره فنانون وأدباء طويلا، وهنا نتذكر دمعة من رحلوا وغابوا، وكالبت بأن يتم حماية التراث المادي الجزائري من السرقة والنهب من خلال يوم وطني للباس التقليدي الجزائري، مقترحة أن يكون مصادفا ليوم استقلال الجزائر ليحتفل الجزائريون ويظهروا حبهم لبلادهم التي لا تعرف هي الأخرى أحيانا كيف تظهر لهم حبها. وطالبت أيضا بأن يمنح للشباب الموهوب الفرصة في أن يرتقوا بالوطن في شتى المجالات، خصوصا وأن لهم القدرة على ذلك. وأنتهى الحفل التكريمي بوصلات غنائية لتكريم الراحلتين ودرة الجزائرية وفضيلة دزيرية، وكان لافتا بقاء الطاقم الحكومي إلى غاية الواحدة صباحا، موعد انتهاء الحفل. فريدة صابونجي:"لا تصوروني... أنا تعبانة !" اللافت أيضا، في الكواليس التي تخلو من اللقاءات الصحفية والفنية، أن الكثير من المكرمين رفضوا الإدلاء بالتصريح للصحافة الوطنية بحجة التعب، خصوصا وأن أغلبهم قدم من خارج الجزائر العاصمة. أما الممثلة القديرة فريدة صابونجي فرفضت طلب أحد الشباب التقاط صورة للذكرى خاطبته بنبرتها المعتادة في المسلسلات "لا لا يا وليدي...راني عيانة... أنا ما نحبش نتصور". يشار إلى أن غياب رشيد بوجدرة كان مخيما جدا على الحفل، كما أن الحسرة على عدم إدراج اسم زعيم الكوميديا عثمان عريوات حز في نفس الكثيرين، خصوصا وأنه يستحق التكريم نظرا لمساره الفني الحافل. وظل اسم عثمان عريوات يتردد حتى بعد نهاية الحفل في مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا وأن تكريمه "مطلب جماهيري". قائمة الأوسمة والمكرمين: وأسدي وسام الاستحقاق الوطني من مصف "عهيد" لذاكرة 12 شخصية من أعلام الفن والفكر والأدب أغلبهم رحلوا عن هذا العالم على غرار فنان الأغنية الصحراوية أحمد العباس (خليفي احمد) والممثل الكوميدي حسان بن الشيخ (حسان الحساني) ومطرب الشعبي عبد الرحمان عمراني (دحمان الحراشي) وفنان الأغنية الشاوية عيسى مرزوقي بن رابح (عيسى الجرموني) والمؤلف والملحن بشير مباركي (معطي بشير) والممثل المسرحي والسينمائي احمد عياد (رويشد). كما سلم أيضا هذا الوسام لوجوه فنية وأدبية لاتزال على قيد الحياة وهم الدكتور في الآداب مختار نويوات والأديب والروائي رشيد بوجدرة والفنانة فطومة لميتي (سلوى) والممثلة خديجة بن عايدة (نورية). ووشح بوسام الاستحقاق الوطني من مصف "جدير" 32 من الأدباء والمفكرين والأكاديميين والفنانين على غرار الروائي عبد الحميد بن هدوقة والشاعر والروائي الطاهر جاووت والممثل والكاتب المسرحي عبد القادر علولة والممثل والمخرج المسرحي عز الدين مجوبي وفنانة الأغنية الشاوية بقار حدة ومطرب الأغنية الأندلسية عبد الكريم دالي ومطرب الأغنية القبائلية والملحن شريف خدام وفنان أغنية الشعبي الهاشمي قروابي بالإضافة للممثلان الكوميديان الحاج عبد الرحمان (المفتش الطاهر) ويحيى بن مبروك (لابرانتي). وحاز أيضا هذا الوسام عدد من الفنانين والأدباء الأحياء بينهم الروائية أحلام مستغانمي والروائي مرزاق بقطاش والفنان المطرب رابح درياسة والممثلة فريدة صابونجي والممثل التلفزيوني محمد عجايمي والمخرج السينمائي مرزاق علواش والممثلة بهية راشدي وفنان المالوف محمد الشريف بناني (حمدي بناني). وقلد من جهة أخرى وسام الإستحقاق الوطني من مصف "عشير" لثلاثة فنانين وافتهم المنية وهم مغنية الطبع الشاوي حسينة لعوج (زوليخة) وفنان الراي حسني شقرون (الشاب حسني) وكذا مطرب الأغنية الشاوية علي ناصري (كاتشو). تخليد الراحلتين فضيلة دزيرية ووردة الجزائرية في طابع بريدي وتم أيضا خلال هذا الحفل -المنظم في إطار اليوم الوطني للفنان المصادف ل8 جوان من كل عام- الإعلان عن إصدار مؤسسة بريد الجزائر لطابعين بريديين تخليدا للفنانتين الراحلتين وردة الجزائرية وفضيلة الدزيرية وهذا بالتعاون بين وزارتي الثقافة والبريد والإتصلات السلكية واللاسلكية والتكنولوجيات والرقمنة. كما نظم ببهو الأوبرا معرض للطوابع البريدية المخلدة لكبار الشخصيات الوطنية والسياسية والفكرية والفنية الجزائرية.