لجان لحماية المدرسة من الأفكار الدخيلة أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى عن إعادة النظر في برامج التربية الإسلامية للتعليم الثانوي، بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية حيث سيتم فرض شروط جديدة في إعداد الكتب الشبه المدرسية مشيرا الى مساعي الحكومة لتحصين الجزائريين من الافكار الدخيلة على مرجعيتها الوطنية وثقافتها الدينية المبنية على الوسطية والاعتدال. وأوضح الوزير في مجلس الأمة ان الجزائر مطالبة بتحصين نفسها مما يهددها ويطعن في مرجعيتها الوطنية، مشيرا الى التدابير التي اتخدتها الحكومة في هذا الشأن والتي لخّصتها النصوص التشريعية التي صدر بعضها بالجريدة الرسمية، تقضي بتنصيب أربع لجان لإعادة النظر في مضامين الكتب الدينية والمدرسية. وأوضح الوزير أن وزارته وبالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية أنهت إعادة مراجعة البرنامج التربوي للطورين الاول والثاني، وهي بصدد مراجعة كتب الطور الثالث خاصة أن عددا من الكتب في التدريس الثانوي تحوي أفكارا دخيلة. وأشار عيسى في مجلس الأمة الى رواية حفص التي بسطت نفوذها على حساب رواية ورش التي هي من صميم المجتمع المغاربي والإفريقي، محذرا في هذا السياق من محاولة تنميط الفكر والقضاء على ثقافة الاختلاف التي يؤمن بها سكان المنطقة المعروفون برحابة الصدر وانفتاحهم على الثقافات الأخرى والتي جعلتهم يتبوأون مكانة مهمة في تجربتهم مع العدالة والوسطية كما سبق لهم أن تصدروا قائمة الدول في اجتثاث الإرهاب. وقال عيسى إن الإرهاب وليد التشدد الذي هو بعيد كل البعد عن الدين لأن التدين حسبه يحصن الإنسان من التطرف، وذهب أبعد من ذلك عندما استشهد بالظاهرة الداعشية التي قال إنها كونت مقاتلين مروا الى التشدد في الدين دون حتى المرور عبر المسجد والثقافة الدينية. وأضاف في سياق حديثه عن المرجعية الوطنية أن مصالحه تعمل جاهدة على تكريس ثقافة مغاربية في انشاء هيئة افتاء بعيدا عن نمطية الشخصية لأن هذا المنصب الموجود لدى المشارقة والخليج سيخلق مشاكل حول الشخصية الأنسب في وقت أن الهيئة التوافقية التي يوجد ممثلون عنها في كل ولاية سيمنع من حدوث الانزلاقات. وجدد عيسى التأكيد على موقفه الرافض للمطلب الداعي لتعيين مفتى للجمهورية، وذكر أنه في المشروع الذي قدمه للحكومة يقترح إنشاء أكاديمية مكونه من علماء تتولى إصدار فتاوى، تتكون هذه الأكاديمة من علماء وفقهاء، مبديا خشيته من أن تعيين مفتي للجمهورية سيفجر نزاعات بين مختلف المرجيعات التي ترى نفسها أحق بهذا المنصب. ورافع وزير الشؤون الدينية لمشروعه بعث المرجعية الدينية الجزائرية التي تهدف للعودة إلى تدين آمن والابتعاد عن الغلو والتطرف في فهم وممارسة الدين الإسلامي، وهاجم عيسى الفتاوى التي تمنع صرف الزكاة نقدا، معتبر أن من يسوق لهذا هو صاحب الأفكار الدخيلة. وصرح بأن فتوى إخراج الزكاة نقدا موجودة في الحديث والدين، مشيرا إلى أن الدولة الجزائرية تعمل بالاجتهاد الذي يتيح للمواطنين منح زكاة نقدا وهواجتهاد قائم على المذهبين الحنفي والمالكي.