الالتزام بتخفيضات إنتاج النفط بلغ 106% خلال ماي ضاعف الانخفاض السريع لأسعار النفط مخاوف الدول المنتجة للنفط، "الأوبك"، من إمكانية فشل اتفاق تخفيض الانتاج بعد أن وصل سعر النفط لأدنى مستوياته في سبعة أشهر الأخيرة، حيث بلغ سعره اقل من 46 دولاراً للبرميل. وتأتي هذه التغيرات وسط تصريحات الوزير الأول عبد المجيد تبون الذي اكد "أن الهدف الرئيسي للجزائر هو تحقيق الأمن الطاقوي من خلال تكثيف البحث والاستكشاف ورفع قدرات الإنتاج الوطنية بنسبة سنوية قدرها 7،3 بالمائة وتحقيق مستوى إنتاج قدره 1 مليار طن مكافئ بترول في الفترة الممتدة بين 2017 2021. وفي هذا السياق تعتزم الحكومة الجديدة الاستثمار في تكرير النفط، ما سيسمح برفع قدرات التكرير ب 35 بالمائة من اجل التقليل من الاستيراد استجابة للطلب الداخلي المتصاعد وكذلك تصدير الفائض نحو الخارج. ويهدف مخطط عمل الحكومة حسب تبون في مرحلة 2020-2030 الى تحقيق نمو للناتج المحلي الخام خارج المحروقات بنسبة 5،6 بالمائة ورفع الدخل الفردي بنسبة 3،2 ومضاعفة التصنيع والوصول إلى الامن الغذائي لدعم النمو الاقتصادي والقضاء على التجارة الموازية والاحتكار والعمل غير المصرح به. وتأتي تصريحات تبون على بعد ساعات من هبوط اسعار النفط، حيث تتواصل مخاوف الدول المنتجة للنفط "الأوبك" من فائض الإنتاج العالمي الامريكي. وحسب مزود خدمات النفط بيكر هيوغ، فان عدد الحفارات في الولاياتالمتحدة عرف نموا للأسبوع 22 على التوالي وهي أطول سلسلة ارتفاع تكشف نموا في الإنتاج الأمريكي وبلغ العدد الإجمالي 747 وهو أعلى مستوى يسجل منذ أفريل 2015 وهذا ما اثر على الاسعار ودفعها إلى الهبوط. من جهة اخرى، إلى جانب الانتاج الأمريكي، سجل الانتاج الليبي ايضا ارتفاعا محسوسا، فقد قال مصدر نفطي ليبي إن إنتاج ليبيا من الخام ارتفع من 50 ألف برميل يوميا إلى 885 ألف برميل يوميا، بعد أن توصلت المؤسسة الوطنية للنفط إلى تسوية خلاف مع فينترشال الألمانية كان قد تسبب في خفض الإنتاج بنحو 160 ألف برميل يوميا. وفي الأسبوع الماضي، قالت مؤسسة النفط إنها تتوقع انتعاش إنتاج ليبيا عضو منظمة أوبك إلى 900 ألف برميل يوميا على المدى القصير. من جهته صرح المدير العام للشركة الليبية للنفط، مصطفى صنع الله في وقت سابق، أن المؤسسة حددت هدف رفع الإنتاج إلى (1) مليون برميل يوميا بنهاية جوان و 1.1 مليون برميل بحلول أوت 2017. وكان انتاج النفط الخام في ليبيا تجاوز 760 ألف برميل يوميا في افريل وارتفع إلى 800 ألف برميل يوميا مطلع شهر ماي الماضي. وشهد النفط مؤخرا انخفاضا في العقود الآجلة للخام بما يقارب 46 سنتا أو ما يعادل واحدا في المئة لتبلغ عند التسوية 46.91 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى إغلاق منذ 29 نوفمبر وتأتي هذه الازمة النفطية على بعد اشهر من اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين آخرين على خفض الإنتاج لمدة ستة أشهر اعتبارا من جانفي. وقفزت إمدادات أوبك في ماي، في الوقت الذي تعافي فيه الإنتاج في ليبيا ونيجيريا المعفاتين من اتفاق خفض الإنتاج. من جهة اخرى أعلن مصدر مطلع أن التزام أعضاء أوبك والمنتجين غير الأعضاء بالمنظمة باتفاق عالمي لخفض انتاج النفط في ماي، سجل أعلى مستوى منذ بدء سريان الاتفاق بوصوله إلى 106٪.