وصفت الجزائر عملية تحرير بنغازي "بالانتصار الجديد لفائدة كل الشعب الليبي"، وجددت دعوتها لفرقاء الأزمة بانتهاج سياسة الحوار والمصالحة الوطنية لإيجاد مخرج سياسي يبعد شبح التدخل الأجنبي. وأفاد بيان لوزارة الشؤون الخارجية يوم أمس الأول، أن "الجزائر ترحب بإعلان تحرير مدينة بنغازي الذي يعد انتصار جديد لمصلحة كل الشعب الليبي الذي يضاف إلى الانتصارات المحققة على الإرهاب في سرت". وختم البيان أن الجزائر "لا تزال على قناعة بأن الليبيين برفعهم تحدي القضاء على الإرهاب يبرهنون قدراتهم على تحقيق النصر في مجال تشييد مؤسسات وطنية قوية تكون بمستوى طموحاتهم وأن ينتهجوا بحزم مسار الحوار والمصالحة الوطنية". وتشدد الحكومة الجزائرية على ضرورة "اعتماد وطني وشامل للحل السياسي الذي يفضي إلى مصالحة وطنية حقيقية من خلال الحوار الشامل والتوافق بين جميع الأطراف الليبية" وجددت رفضها مرارا لأي تدخل عسكري أجنبي. وأكدت أن مكافحة الجماعات الإرهابية في ليبيا يجب أن تكون في إطار الشرعية الدولية وأن العمليات بهذا الخصوص يجب أن تكون بناء على طلب من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني وفقا للشرعية الدولية وأحكام القرار رقم 2259 المعتمد من قبل مجلس الأمن وميثاق الأممالمتحدة. وكان اللواء المتقاعد خليفة حفتر قد أعلن التحرير الكامل لمدينة بنغازي، وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاق عملية عسكرية قتل فيها الآلاف ودمر فيها أجزاء من المدينة. كما قال إن الجيش الوطني الليبي (التسمية التي يطلقها على قواته) انتصر في المعركة على الإرهاب، متوجها بالشكر للدول الشقيقة والصديقة التي دعمت قواته، دون أن يذكر أيا منها بالاسم. وتؤكد تقارير متطابقة أنه يتلقى دعما عسكريا مباشرا من مصر والإمارات. وأضاف حفتر أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة إعمار بنغازي، وعقب الخطاب شهدت مناطق في بنغازي إطلاق الرصاص والألعاب النارية من قبل مؤيدي حفتر ابتهاجا بالسيطرة على المدينة. ويأتي هذا التطور بعد ساعات من إعلان القوات الموالية للواء المتقاعد سيطرتها بالكامل على منطقة الصابري التي تقع في الأطراف الشمالية لمدينة بنغازي بعد معارك دامت أياما مع مقاتلي مجلس شورى ثوار بنغازي، وسيطرت تلك القوات قبل ذلك على حي سوق الحوت المجاور، وكان حيا الصابري وسوق الحوت آخر معقلين مهمين لمجلس شورى الثوار. وتزامنت التطورات في بنغازي تقريبا مع هجوم لقوات حفتر على مواقع لقوات عملية البنيان المرصوص التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية جنوب وجنوب شرق مدينة سرتوسط شمالي ليبيا.