أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، اليوم السبت بالجزائر العاصمة، على تنصيب الولاة والولاة المنتدبين الجدد، تبعا للحركة التي أجراها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مؤخرا في هذا السلك. وأعلن وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، في كلمة خلال حفل التنصيب، أنّ الفترة القادمة ستشهد بعث العقار الصناعي واستقطاب الاستثمارات المنتجة. وحرص بدوي على التنويه بأنّ تطورات الاقتصاد العالمي "حفزّت الجزائر على التوجه إلى نموذج تنموي يحافظ على مكاسب المجتمع"، ويبحث عن "إنشاء الثروة الحقيقية لتمكين الجزائر من استقطاب المستثمرين المحليين والأجانب". ومضى وزير الداخلية بالقول إنه "على المجالس الشعبية البلدية والولائية القادمة أن تكون مستعدة لتحمّل مسؤولياتها، والتكيف مع الوضع الجديد بوعي ودراية تامة، على نحو يكفل استقطاب الاستثمارات المنتجة الأكثر نجاعة إلى أقاليمها". ورأى أنّ إعادة بعث العقار الصناعي أتى بموجب النظرة الاستشرافية الجديدة لبرنامج الحكومة، علما أنّه سبق لدراسة تقييمية حديثة لوضع المناطق الصناعية وتسيير العقار الصناعي في الجزائر، أن أظهرت في 12 جويلية الجاري، وجود 11.6 ألف هكتار من العقارات الصناعية غير المستغلّة. وشهد مجلس وزاري مشترك ترأسه الوزير الأول عبد المجيد تبون، الكشف عن وجود 11.600 هكتار من الاحتياطات العقارية الموجهة للاستثمار لم يتم استغلالها، منها 13.977 قطعة أرض تغطي مساحة 5.530 هكتار لم يتم منحها تتكون من 2.773 هكتار على مستوى المناطق الصناعية و2.757 هكتار على مستوى مناطق النشاط. وأبرز التقييم إياه وجود 15.140 قطعة أرض موجهة للاستثمار تم منحها، ولم يجري استغلالها تغطي مساحة 6.132 هكتار موزعة ما بين 3.183 هكتار من المناطق الصناعية و2.949 هكتار من مناطق النشاط. وقال بدوي إنّ تواجد مصالحه في لجنة الوزير الأول المستحدثة قبل عشرة أيام، يجعلها في قلب تفعيل الاستثمارات بعيدا عن "العادات البيروقراطية"، مضيفا أنّ الإرادة السياسية على هذا المستوى من التوجه، وحركة الولاة الأخيرة أتت للسماح للتفاعل إيجابيا، وتجسيد التحول العميق للإدارات المحلية على درب عصرنة التسيير. وفي ذات الإطار، ركّز بدوي على حتمية دعم عموم الولاة للمبادرات الاقتصادية الخلاقة، مضيفا أن الولاة في المرحلة القادمة يجب أن يكونوا "أعوانا اقتصاديين"، ملحا على حتمية تعبئة القدرات الاقتصادية التي تزخر بها الجزائر. من جانب آخر، طالب وزير الداخلية الولاة بفعالية أكبر والابتعاد عن المقاربات البيروقراطية والريعية، والتعاطي مع الواقع بموضوعية وعزم، وبتسيير الشأن المحلي بشفافية.