يعرف مقر وزارة المالية هذه الأيام حالة استنفار قصوى، بالنظر للعدد الكبير من السفراء الذين يتوافدون على مقر الوزارة بأعالي العاصمة، للقاء الوزير عبد الرحمان راوية، للاستفسار عن الوضع المالي للجزائر، وعن المحاور الكبرى لبرنامج الحكومة في جوانبها الاقتصادية والمالية والسياسة المالية العمومية، إلى جانب مختلف الإصلاحات التي تنوي الحكومة مباشرتها في هذا مجال. وقد استقبل وزير المالية، عبد الرحمان راوية، سفراء كل من روسيا وإسبانيا والبرتغال وفنلندا والكويت، ووفد البنك الإفريقي للتنمية، وسفير هولندا روبير فان أمبدان، وسفير قطر إبراهيم محمد بن عبد العزيز السهلاوي، حيث استعرض معهم التعاون بين الجزائر وهذه البلدان. وفي هذا السياق استقبل وزير المالية عبد الرحمان راوية، أول أمس الثلاثاء، الوزير البريطاني المكلف بالشرق الأوسط وإفريقيا، أليستار بورت، الذي يقوم بزيارة إلى الجزائر رفقة اللورد ريشارد ريسبي المبعوث الخاص لرئيسة الوزراء البريطانية من أجل الشراكة مع الجزائر. وفي اللقاء قدم راوية المحاور الكبرى لبرنامج الحكومة في جوانبها الاقتصادية والمالية والسياسة المالية العمومية، إلى جانب مختلف الإصلاحات التي ينبغي مباشرتها في هذا مجال. ومن جهته جدد الوزير البريطاني الدعوة للوزير راوية للمشاركة في الندوة حول التعاون الاقتصادي والمالي الجزائري البريطاني الذي سيعقد قريبا بلندن، وأكد بورت استعداد بلده لمرافقة وزارة المالية في أعمالها الرامية إلى عصرنة القطاع المالي والمصرفي، وأكد راوية في هذا السياق أن المملكة المتحدة بخبرتها في مجال الإصلاحات الاقتصادية والمالية تعد من بين الشركاء "الأنسب" لمرافقة جهود الجزائر في هذا الإطار. وخلال استقباله للسفير الروسي، الكسندر زولوتوف، أكد وزير المالية عبد الرحمان رواية "التزام الجزائر بتعزيز وتنويع علاقاتها مع روسيا في مجال التعاون الاقتصادي والمالي"، حيث أعرب الطرفان عن أملهما في تقديم دعم "متزايد" لتبادلاتهما التجارية وتطوير الاستثمار لاسيما على مستوى المؤسسات الصغيرة و المتوسطة، حيث تم الاتفاق في هذا الشأن، على تكثيف الزيارات واللقاءات بين رجال أعمال البلدين قصد استغلال فرص الاستثمار في مختلف قطاعات النشاطات. كما استقبل الوزير راوية سفير إسبانيا، سانتاغو كاباناس، حيث تبادلا وجهات النظر حول الآفاق الاقتصادية للجزائر وآفاق التعاون بين البلدين، حيث تم الالتزام بين الطرفان بالعمل من أجل "دفع" علاقات الشراكة والاستثمار وتطوير التعاون بين مؤسسات البلدين على أساس روابط الجوار القائمة بينهما، فيما أكد السفير الإسباني استعداد بلده للمشاركة في جهود تنويع الاقتصاد الجزائري، من خلال ضمان المرافقة الضرورية لتدعيم الاستثمار ووجود مؤسسات إسبانية في الجزائر. كما استقبل وزير المالية عبد الرحمن راوية، وفدا من البنك الإفريقي للتنمية، الذي تحادث معه حول التعاون الطاقوي، وتناولت المحادثات تطور الوضع الاقتصادي والمالي للجزائر، وآفاق التعاون مع البنك في مجال الكهرباء والطاقة المتجددة، مع العلم أن البنك يعتزم المساهمة في تمويل مخطط استثمارات لسونلغاز تقارب إجمالا ب50 مليار دولار على مدى عشر سنوات 20172027