عبّر منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية دانيال بن جامين أمس، عن خوف بلاده الشديد من مخاطر استغلال الجماعات الإرهابية للوضع في ليبيا لتعزيز وجودها في منطقة الساحل، مشيرا إلى أهمية تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة هذا التهديد·وفي ندوة صحفية بمقر السفارة الأمريكيةبالجزائر توجت مهمة له ترأس خلالها الجانب الأمريكي في الاجتماع الأول لفريق الاتصال الجزائري الأمريكي لمكافحة الإرهاب ومسائل الأمن الملحقة، قال دانيال بنجامين نحن منشغلون بالتطورات الحاصلة في المنطقة وتدفق المقاتلين وتوزيع الأسلحة على نطاق واسع ما من شأنه تهديد الاستقرار، ثم استدرك قائلا ''نحن لا نتوقع أن يبقى الإرهابيون مكتوفي الأيدي يتفرجون فقط، وسنعمل مع شركائنا للحيلولة دون قيام الجماعات الإرهابية باستغلال التغييرات الجارية''· وأضاف ''ناقشنا الوضع مع شركائنا ونحن نعمل معهم لمنع قيام الجماعات الإرهابية باستغلال الوضع''·وسئل منسق مكافحة الإرهاب في الخارجية الأمريكية عن سبل مواجهة هذه التهديدات، فقال ''إن مكافحة الإرهاب تتطلب مواصلة التعاون الوثيق وتبادل المعلومات ورصد نقل الأسلحة والتحركات البشرية والاتصالات''·وأضاف ''علينا أن نتأقلم مع الوضع الجديد واستغلال أدوات التي تتوفر عليها بفعالية لمواجهة التهديدات''·وأشار المتحدث أيضا إلى أن استقرار العالم يقوم على مدى قدرة الدول على تنسيق جهودها، ولا حظ رغم ذلك أنه لم يسجل أي زيادة للنشاط الإرهابي·وأظهر الموفد الأمريكي عدم قناعة المخططين الاستراتيجيين في بلاده بالخطاب السياسي للقيادة الليبية بخصوص دور تنظيم القاعدة فيما يحدث من حراك في ليبيا، وقال ''القذافي وجّه الاتهام للقاعدة من أجل البقاء في منصبه، لكن ما يهمنا هو تحقيق وتجسيد تطلعات الشعب الليبي في التغيير''، مذكرا بدعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزير الخارجية، القائد الليبي إلى ضرورة التنحي لوقف سفك مزيد من الدماء·وبخصوص توجه الولاياتالمتحدة للتدخل عسكريا في ليبيا قال إن بلاده لا تخطط للتدخل في ليبيا في الوقت الحالي· كما نفى توجه بلاده لاستغلال الوضع لإقامة قواعد عسكرية في القارة الإفريقية·وأضاف أنه لم يناقش قضية التدخل العسكري في ليبيا مع الجانب الجزائري، واكتفى بالقول إنه يعرف موقف الجزائر المعارض لأي تدخل أجنبي في المنطقة·واستند المسؤول الأمريكي إلى الجانب الجزائري للإشارة إلى جهود دول منطقة الساحل بذل مزيد من الجهد في مجال مكافحة الإرهاب في رده على سؤال بخصوص الاهتمامات الموجهة لدول منها مالي بعدم القيام بما يكفي لمواجهة نشاط التنظيمات الإرهابية على أراضيها وقال لقد استمعت للجانب الجزائري وأبلغنا أن الوضع في تحسن وهناك تعاون متزايد، وأضاف لا يوجد تلاميذ سيئون في مكافحة الإرهاب يجب أن ننظر إلى ما تواجهه هذه الدول من تحديات فهناك صعوبات ميدانية بعد المسافات، مؤكد بهذا الخصوص عزم بلاده على مساعدة من أسماهم بالشركاء على رفع حجم قدراتها لمواجهة التهديد·وبخصوص التعاون الأمني الجزائري الأمريكي ذكر دانيال بن جامين بأن لقاء فريق العمل الجزائري الأمريكي لمكافحة الإرهاب ''البلدان عازمان على مواصلة العمل معا لمواجهة التهديد الإرهابي''، مذكرا أن الجزائر كانت في الخط الأول لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود في المنطقة·وأشار إلى ما حققته الجزائر بعد استرجاع الأمن والاستقرار أن الجزائر لم تعد كما كانت عليه قبل 15 سنة· من جهتها، ثمنت كتابة الدولة الأمريكية ما وصفتها بالجهود ''الجبارة'' التي تبذلها الجزائر في مجال مكافحة المخدرات خاصة من خلال إستراتيجية خماسية تمتد إلى غاية .2015 وفي تقريرها لسنة 2010 حول الإستراتيجية الدولية لمراقبة المخدرات الصادر أول أمس الخميس أجرت كتابة الدولة دراسة للسياسات الوطنية لمكافحة المخدرات شملت حوالي 200 بلد·في هذا الصدد سجلت كتابة الدولة أن الجزائر ''تعمل بجد لتسوية مشكل المخدرات مع رفع الموارد المخصصة للتربية والحظر والعلاج بالرغم من أن الجهود التي تبذلها قوات أمنها مركزة أساسا على مكافحة الإرهاب''·