شرعت الجزائر في قيادة حملة تحسيس واسعة حول التهديدات الإرهابية بالساحل الإفريقي وبخاصة ما تعلق بالتطورات الأخيرة بالمنطقة، وفي هذا السياق عقد سفير الجزائربالولاياتالمتحدةالأمريكية السيد عبد الله باعلي اجتماعا مع منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأمريكية السيد دانيال بنيامين خصص للتباحث حول الوضع في منطقة الساحل. وذكر بيان للسفارة الجزائرية بواشنطن نشر على موقعها على شبكة الانترنت أن السيد باعلي التقى منسق مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية واستعرض الطرفان واقع التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب، وأضاف البيان الذي لم يشر إلى تاريخ انعقاد اللقاء بأن الاجتماع سمح أيضا ببحث الوضع في منطقة الساحل. ويبرز هذا الاجتماع الذي يأتي بعد سلسلة خطوات اتخذتها الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب خاصة في منطقة الساحل الإفريقي التي عرفت مؤخرا تطورات خطيرة حرص الجزائر على توسيع مشاوراتها مع عدة أطراف ذات نفوذ سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي. ويندرج لقاء السيد باعلي بمنسق الخارجية الأمريكية المكلف بملف مكافحة الإرهاب ضمن سلسلة اللقاءات التي جمعت مسؤولين في البلدين لتنسيق السياسات الأمنية سواء في الجزائر أو بالولاياتالمتحدة. وسبق لمنسق مكافحة الإرهاب بالخارجية الأمريكية السيد دانيال بنامين أن زار الجزائر الصيف الماضي عقد خلالها سلسلة لقاءات مع عدة مسؤولين جزائريين تناولت سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب. وعقد المسؤول الأمريكي خلال زيارته إلى الجزائر لقاءات مع الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني السيد عبد المالك قنايزية وقائد الدرك الوطني اللواء أحمد بوسطيلة وكذا المدير العام بالنيابة للمركز الإفريقي للدراسات والبحوث حول الإرهاب إلياس بوكراع، ومستشار رئيس الجمهورية السيد كمال رزاق بارا. وفي ختام زيارته قال السيد دانيال بنيامين للصحافة أن بلاده تعتبر الجزائر ''بلدا رائدا وشريكا لا غنى عنه في مجال مكافحة الإرهاب''، وجدد استعداد بلاده للتعاون في جميع المستويات لمحاربة الإرهاب. وأشاد المسؤول الأمريكي بالتقدم المميز الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب، معلنا رغبة بلاده في الاستفادة من التجربة الجزائرية. وأوضح أن ''الحكومة الجزائرية قادرة لوحدها على حل جميع مشاكل الإرهاب ونحن على استعداد لمدها بأي مساعدة تطلبها''. من هذا المنطلق فإن لقاء السيد باعلي مع المسؤول الأمريكي سيكون له الأثر الايجابي على الجهود الجزائرية في منطقة الساحل الإفريقي خاصة مع التطورات التي عرفتها المنطقة في الأشهر الماضية، ومن شأن مثل هذه اللقاءات أن تدعم أكثر المواقف الجزائرية في مجال تجريم رفض دفع الفدية وهو الموقف الذي تدعمه الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر تبينها للائحة الأممية 1904 التي تجرم دفع الفدية للإرهابيين. وبادرت الجزائر مؤخرا في سياق تنسيق جهود دول منطقة الساحل في مكافحة الإرهاب باحتضان اجتماع لقادة أركان جيوش أربع دول هي الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر، وتوج الاجتماع بإعادة تفعيل التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف لمحاصرة العناصر الإرهابية في المنطقة.