وصفت تقارير لنقابات التربية، الأسبوع الاول من الدخول المدرسي، بالفاشل، حيث عجزت مصالح بن غبريت في إيجاد حلول للمشاكل الروتينية التي تتجدد مع كل دخول مدرسي، محملة لها مسؤولية تنامي الصعوبات التي تواجه المتمدرسين بسبب غياب نظرة استشرافية لمعالجة النقاط السوداء التي تتجدد كل موسم دراسي. واكدت أنه لا يمكن إصلاح منظومة التربية دون توفير بيئة تربوية تحفظ كرامة المعلمين والمتعلمين. وعرف الأسبوع الأول من الدخول المدرسي، فوضى ونقائص بالجملة عبر مختلف المؤسسات بمختلف ولايات الوطن، حيث تجددت هذا الموسم مشاكل الموسم الفارط على غرار الاكتظاظ، مطاعم مدرسية مغلقة، غياب النقل، تأخير توزيع الكتب، نقص الاساتذة والمؤطرين للاطوار الثلاث، فوضى أمام أبواب المؤسسات التربوية وطوابير داخل مديريات التربية. وقال في هذا الشأن المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية "الاسنتيو"، يحياوي قويدر، أن مصالح بن غبريت فشلت في إيجاد حلول للمشاكل الروتينية التي تتجدد مع كل دخول مدرسي، محملا إياها مسؤولية تنامي الصعوبات التي تواجه المتمدرسين بسبب غياب نظرة استشرافية لمعالجة المشاكل المطروحة كل موسم. واكد يحياوي أنه بعد اكثر من اسبوع عن الدخول المدرسي لا تزال مشاكل الاكتظاظ تؤرق المتمدرسين والاساتذة، خاصة بعد أن وصل عدد التلاميذ في القسم إلى 55 سنة في الطور المتوسط وهو ما اتعب الاساتذة كثيرا ومن شأنه التأثير على الدراسة سواء بالنسبة للاساتذة أو بالنسبة للتلاميذ، يضيف المتحدث، ناهيك عن تواصل غلق المطاعم المدرسية وغياب النقل عبر مختلف الولايات. وتساءل يحياوي عن جدوى تعليمات الحكومة ممثلة في وزارتي التربية والداخلية، إلى مسؤولي قطاع التربية، إلى الأميار والولاة، بالنظر لعدم الالتزام بها، حيث ضربت عرض الحائط، فالتلاميذ في الطور الابتدائي لم يستفيدوا إلى غاية اليوم من إلاطعام وحتى النقل، عبر الكثير من المؤسسات، مقابل ذلك دعا يحياوي كل طرف إلى تحمل مسؤولياته سواء في التربية أو الداخلية، حيث إن مسؤولي هاتيتن الهيئتين برأت نفسها من المسؤولية، ليبقى التلاميذ "لعبة" يتقاذفها سوء التنسيق والتسيير الارتجالي! واشار يحياوي ايضا إلى استمرار فوضى توزيع الكتب باعتبارها اضحت نادرة في العديد من المؤسسات التربوية. وتساءل المتحدث عن أسباب تسرع مصالح الوزارة في إعادة تأليف الكتب المدرسية والتّسرع في توزيعها على التّلاميذ دون إعطاء الوقت الكافي لمراجعتها وتصحيح الأخطاء الواردة فيها وتوفيرها بالشكل الكافي حتى لا يؤثر نقصها على الدخول المدرسي. ودعا الوزيرة بن غبريت إلى ضرورة الابتعاد عن سياسة الترقيع والارتجالية التي بلغت حد تدريس التلميد بمناهج جديدة وقديمة، حيث إن التلميذ سيدرس مواد بكتب الجيل الأول ومواد أخرى بكتب الجيل الثاني وهو ما سيؤثر لا محالة على تحصيله. كما اشار يحياوي إلى العجز في التأطير المسجل عبر مختلف المؤسسات التربوية، حيث تشهد عدة مؤسسات نقصا في الاساتذة، رغم التطمينات الصادرة عن وزيرة التربية الوطنية بالاستنجاد بالاحتياطيين. وقال يحياوي إن الدخول المدرسي عرف انطلاقة متعثرة وبمشاكل قديمة تم تلميعها وتجديدها، وهو ما ادى إلى تراكم الانشغالات وتنامي الشكاوي، وسيؤدي لا محالة إلى تهاوي المستوى، حيث سينشغل الاساتذة والتلاميذ بأمور أخرى كان من المفروض أن تُعالج بمجرّد انتهاء الموسم الدراسي الفارط ومن دون انتظار الدخول المدرسي. وانتقد يحياوي بشدة لجوء الوزارة إلى لغة الإحصائيات والأرقام لتجميل صورتها في التقارير، بالرفع من نسبة النجاح وكذا الرفع من نسب الاحتفاظ بالتلاميذ في الأقسام ولا أحد يتدارس ما وراء تلك الأرقام وتساءل كيف يمكن إصلاح منظومة التربية والتعليم دون توفير بيئة تربوية تعليمية تحفظ كرامة المعلمين والمتعلمين على السواء. من جهته حذر ممثل الفدرالية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لمستخدمي الادارة العمومية، نبيل فرقنيس، من الحملة التي يتعرض لها قطاع التعليم لتدميره وتفكيكه وربطه عضويا بمتطلبات رأسمال الباحث عن قوى عاملة بخسة تفتقد للحد الادنى من المعارف والادراك الفكري والتقني عبر تحويله إلى حقل للتجارب وبوابة لسيطرة قوى المال على برامج بينية وسياسات. وقال "إنه بالاضافة إلى استهداف التعليم العمومي وتجفيف كل منابعه التمويلية عبر التخلي التدريجي عن التمويل المحمول على السلطة، يتعرض الفضاء التعليمي خاصة المدارس إلى سعي بعض التيارات والاحزاب والجمعيات لاختراقه وتأسيس أوكار للجهل والتكفير عبر تشويش افكار العقول الناشئة، والترويج لافكار مغلوطة. واكد المتحدث أن ما يتعرض له القطاع جريمة لتفكيك منظومة التعليم العصرية والمدنية وهوهدف التيارات التي تريد العودة بنا إلى الوراء. ودعا المتحدث إلى تظافر جهود الجميع لحماية المنظومة التربوية.