أكد وزير الخارجية، عبد القفادر مساهل، أن الجزائر انتصرت على الإرهاب بفضل التعبئة الأمنية والعسكرية والشعبية، وأن النجاح في عملية المواجهة العسكرية ضد الإرهاب يقتضي وجود برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ودينية وغيرها. شارك الوزير مساهل مساء أول أمس في الاجتماع الوزاري إفريقيا الولاياتالمتحدة بدعوة من كاتب الدولة الأمريكي ريكس تيلرسون لتعزيز التعاون في المجال الأمني بين الولاياتالمتحدة وإفريقيا. وعرف الاجتماع مشاركة العديد من الوزراء الخارجية الأفارقة وممثلي المجتمع المدني وعالم الأعمال في إفريقيا، كما سمح للمشاركين بالاطلاع على التحديات التي تتعرض لها القارة الإفريقية في مجال الأمن والحوكمة في القارة الإفريقية وترقية التجارة والاستثمار. وأكد مساهل أن مكافحة الإرهاب لا ترتكز فقط على الحلول الأمنية والعسكرية بل تقتضي وجود برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وتربوية ودينية وغيرها. وفي هذا الإطار تطرق الوزير إلى التجربة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى المقاربات الثلاث التي أقرها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة منذ انتخابه رئيسا للبلاد عام 1999 والتي سمحت للجزائر بالانتصار على الأرهاب واستتباب الأمن وأصبحت اليوم فاعلا اساسيا في استقرار المنطقة. وتتمثل هذه المقاربة في وضع سياسة عميقة ضد الإرهاب وتفكيك شبكات دعمه اللوجستي وتجفيف مصادر تمويل الجماعات الإرهابية، مؤكدا على دور الديمقراطية في مكافحة التطرف العنيف واإرهاب وتعزيز الإمكانيات السلمية التي تحفظ حياة البشر ومعالجة العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية ومكافحة التهميش والإقصاء والديمقراطية والحكم الراشد ودولة القانون وحقوق الإنسان والمرأة، الى جانب سياسة المصالحة الوطنية والوئام المدني. كما أكد وزير الشؤون الخارجية على ضرورة دعم الجهود المبذولة من قبل القارة الإفريقية في مجال المنشآت القاعدية، مشيرا الى الأهمية الاساسية لهذه المنشآت في ترقية وتسهيل التجارة والاستثمار. وأوضح مساهل في إطار مشاركته في الاجتماع الوزاري إفريقيا الولاياتالمتحدة أهمية إنجاز الطريق العابر للصحراء الذي يربط ابتداء من سنة 2018 الجزائر بلاغوس في نيجيريا والذي سيفتح آفاقا جديدة لتطوير المبادلات التجارية بين بلدان المنطقة وتطوير الاقتصاد في كافة إفريقيا الغربية وافريقيا الوسطى وافريقيا الشرقية. ودعا الولاياتالمتحدة التي يعتمد تطور اقتصادها على المنشآت لاسيما المتعلقة بالطرقات والسكك الحديدية الى مسايرة الجزائر في هذا الطريق الأمر الذي سينعكس إيجابيا على التجارة بين الدول الإفريقية وكذا التجارة الخارجية لإفريقيا وتطور القارة عامة.