توقيف مئات العمال والنقابيين خلال الاعتصام أقدمت قوات الامن منذ الساعات الاولى ليوم امس على الانتشار المكثف وهذا استعدادا لاعتصام التكتل النقابي الذي كان مقررا بساحة المعدومين برويسو، حيث اغلقت مصالح الامن جميع المنافد المؤدية إلى العاصمة وقامت بمنع مئات النقابيين والعمال من اساتذة واطباء وحتى ممثلي طلبة على مستوى محطات الحافلات والتاكسي والميترو. وسخرت السلطات العمومية العشرات من عناصر الامن بالزي الرسمي والمدني من الساعات الاولى من نهار اليوم، لإجهاض اعتصام نقابات التكتل بساحة المعدومين برويسو، الذي كان يحمل شعار "يوم الغضب العمالي"، حيث تم غلق جميع المنافد المؤدية إلى العاصمة وتوقيف المئات من العمال والنقابيين المنضوين تحت لواء التكتل الذي يضم 14 نقابة ممثلة في التربية، الصحة، الفلاحة والتعليم العالي و«سونلغاز"، علاواة عن نقابات البريد، الائمة والادارة العمومية . وقامت قوات الامن بتفتيش واسع للوثائق الشخصية على مستوى محطات الطاكسي والحافلات ومن ثم توقيف كل العمال من خارج العاصمة وتم نقلهم على مستوى حافلات النقل العمومي إلى مختلف مراكز الشرطة بالعاصمة. كما تم توقيف السيارات التي تحمل ترقيم خارج العاصمة وسحب الوثائق من اصحابها واقتيادهم إلى مراكز الشرطة لمنعهم من الالتحاق باعتصام رويسو. وقامت قوات الامن ايضا بتوقيف العشرات من النقابيين والعمال على مستوى محطات التراموي والميترو ومحطة الحافلات والتاكسي بالخروبة لمنعهم من الوصول إلى مكان الاعتصام برويسو وعلى رأسهم رؤساء نقابات التكتل، على غرار رئيس النقابة الوطنية لعمال التربية عبد الكريم بوجناح وتم اقتياده منذ الساعة العاشرة من طرف شرطيين بالزي المدني إلى مركز الشرطة برويسو. من جهة اخرى، قامت قوات الامن بمحاصرة مقر الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين بساحة اول ماي، أين يتواجد بعض قياديي التكتل النقابي الذين نجوا من الاعتقال في رويسو لعقد ندوة صحفية، حيث قامت مصالح الامن بمنع الصحفيين من دخول المقر. هذا ونددت النقابة الوطنية لعمال التربية "اسنتيو" على لسان ممثلها وممثل التكتل النقابي قويدر يحياوي بطريقة تعامل الحكومة مع العمال. وقال امس في تصريح ل«البلاد" إن الحكومة تعاملت تعاملا امنيا مع ملف العمال ومع الحراك النقابي الذي يقوده التكتل، بالرغم من أنه حراك له طابع اجتماعي ونقابي واستهجن التنظيم هذا التصرف من الحكومة الذي لن يزيد حسبه العمال إلا إصرارا في الدفاع عن حقوقهم وإسماع صوتهم. رغم غلق كل ابواب الحوار والتعامل مع ممثليهم. واستنكر المتحدث بشدة تعامل الحكومة مع ممثلي النقابيين كالمجرمين باحتجازهم واعتقالهم وتطويقهم. ووجه التنظيم نداء إلى رئيس الجمهورية لإعطاء الاوامر اللازمة لمسؤولي الحكومة لمراجعة كيفية التعامل مع العمال ومع مطالبهم المشروعة، منتقدا بشدة سياسة الترهيب وغلق ابواب الحوار المنتهجة حاليا والتي لا تمت بأي صلة بالمواثيق الدولية التي صادقت عليها الجزائر. ودعا رئيس الجمهورية للتدخل العاجل لفتح باب الحوار مع الممثلين الشرعيين للعمال، لتدارك الوضع، خاصة بعدما حصل من اعتقالات وإجهاض الحركة الاحتجاجية والذي سيزيد الوضع توترا وسيدفع بالتكتل النقابي للخروج إلى الشارع. من جهته، استنكر رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين "الانباف"، الصادق دزيري، تدخل قوات الامن، خاصة وأن الاعتصام كان سلميا فلماذا يتم إجهاضه بالقوة وقال دزيري إن الشرطة لم تكتف بتوقيف المئات من منخرطيهم لمنعهم من المشاركة في الوقفة السلمية وإنما امتدت إلى أمناء عامين لنقابات مؤسسة التكتل، ممثلين في الأمين العام للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية إلياس مرابط والأمين العام للنقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "سناباست" مزيان مريان، والأمين العام لمجلس ثانويات الجزائر عاشور إيدير، والأمين العام للنقابة الوطنية لعمال الترتبية "اسنتيو" عبد الكريم بوجناح، مضيفا أن الاعتقالات بلغت أوجها، حيث قام رجال الأمن بتوقيف منخرطين من ولاية تلمسان كانوا نياما في مركز الشباب بولاية تيبازة، حيث تم نقل هؤلاء إلى مراكز شرطة بولاية البليدة.