اشتكى مستهلكون للقهوة في مناطق متعددة من الجزائر، اليوم الأحد، من تداول قهوة مغشوشة على نحو واسع في مقاهي الوطن. في إفادات حصل عليها "البلاد نت"، أفيد أنّ كماً غير محدّد من مسحوق القهوة المسوّق هنا وهناك ينطوي على رائحة كريهة ما أفرز مذاقا سيئا، مما يؤشر بحسب مستهلكين سألهم "البلاد نت" على ثمة شوائب. وفي تصريح لمصدر مأذون في وزارة التجارة، جرى تأكيد المعطى، فضلا عن وعيد بالتحقيق والنيل من المخالفين لمعايير الجودة، وهي ممارسة "ممنوعة" بموجب التنظيمات، ما يجعل هذه المخالفة تعد غشا تبعا لعدم استجابته إلى التوقعات المشروعة للمستهلكين. وكانت نتائج تحقيق وطني زمن الراحل "بختي بلعايب" (سبتمبر 2016)، كشفت عن 71 عيّنة مغشوشة من مختلف أنواع القهوة المسوّقة في الجزائر، ومن بين 347 عينة من القهوة المطحونة خضعت للتحليل، تبيّن "عدم مطابقة" 71 عينة أي بنسبة 21 %، وأكدت التحاليل وجود السكر في خليط القهوة المرحية بمعدلات تراوحت بين 1.5 و7.5 من المئة، وجاء في التحاليل المنجزة أنّ العديد من علامات القهوة المطحونة المغلفة لها طعم سيء (مر) وهذا يعود إلى عدم اتقان تقنيات تصفية القهوة، كما تمّ الكشف عن عدة مخالفات في مجال إنتاج تسويق القهوة المطحونة حيث تتعلق المخالفة الأكثر تسجيلا بإضافة السكر في التركيبة. وعدّدت المديرية العامة للنوعية وقمع الغش، المخالفات التي تصدّرها الطعم المر للقهوة والوسم المغشوش واستبداله بمكونات ذات ذوق سيء، وأظهر التحقيق كذلك أنّ غالبية القهوة المنتجة محليا هي مزيج من نوعي "الروبوستا" و"أرابيكا" لكن مع تركيز مرتفع للروبوستا، كون هذا النوع الأخير أقل سعرا بكثير عن "أرابيكا". وجرى التنويه أنّ 6 عينات للمنتج المسمى " توريفاكتو" غير مطابق بمعدل 8 من المئة، و"توريفاكتو" هي القهوة التي يتم تحميصها من خلال إضافة كمية محدودة من السكر تقدر ب 5 في المائة على الأكثر (خلال عملية التحميص)، وركّز التحقيق على مراقبة مدى احترام نسبة السكر المضاف في المنتج مع كتابة "توريفاكتو" وتحديد نسبة السكر المضاف على الوسم. وكشف التحقيق عن غياب إشارة "نسبة السكر المضافة" على غلاف التعليب ما يعني عدم احترام إجبارية إعلام المستهلك وعدم احترام نسب السكر المفروضة التي تتجاوز كثيرا 5 بالمائة، وتبقى "توريفاكتو" مجهولة من قبل معظم المستهلكين الذين يظنون إنها قهوة مطحونة، بما أنّ طريقة تقديمها تشبه القهوة المطحونة سواء من حيث الشكل أو اللون، وأدى هذا التصرف إلى خلق لبس عند المستهلكين وبالتالي مساس بالصحة العامة خصوصا الأشخاص المصابين بداء السكري. وتبعا لغياب تأطير قانوني لمادة "توريفاكتو"، سمحت وزارة التجارة بتسويق هذا المنتوج بشرط إعلام المستهلك وإظهارها على غلاف التعليب، مع حتمية الإشارة إلى نسبة السكر المضافة التي لا يجب أن تفوق 5 من المئة. محسوبية الاستهلاك !! في مقام خاص، ذكر أحد المخضرمين أنّ سببية وضع غالبية أصحاب المقاهي مرآة فوق آلة عصر القهوة ليست للزينة أو المراقبة، بل السبب الحقيقي هو نوعية القهوة فعندما يتمّ عصر كوبين من القهوة في ذراع واحدة، دائما تكون إحداهما جيدة والأخرى خفيفة وليست مركّزة، ويكون زبونان في الانتظار، لذا يُلقي صاحب المقهى نظرة في المرآة ليعرف أيهما أحق بالقهوة الجيدة ويقوم بتدوير الأكواب حسب وجود الشخص الذي يريد أن يحابيه بقهوة جيدة لأنه يعرفه، والآخر لا يعرفه بالرغم من أنّ الإثنين سيدفعان نفس الثمن. وذلك نمط جديد من محسوبية الاستهلاك!