تتأهب الحكومة لافتتاح الشوط الثالث من مسار استغلال الهيدروجين، وذلك اعتبارا من مطلع فيفري الداخل، وتعدّ الخطوة تكميلية لتفعيل مختلف المصادر الطاقوية البديلة برسم برنامج استثمار الطاقات المتجددة في الجزائر (2010- 2030). في واحدة من أكبر خططها لإنتاج الطاقة الحيوية عن طريق الوقود والماء، ذكر مصدر مأذون على مستوى الوزارة الأولى ل "البلاد نت"، أنّه بعد مرحلة أولى تجريبية (2010 – 2013)، ومرحلة ثانية نموذجية (2014 – 2017)، سيخصّص الشوط الثالث (2018 – 2030) لتوسيع سائر مشاريع الطاقة الهيدروجينية عبر مناطق البلاد. وتعتزم الحكومة إطلاق عدة مشاريع تربو طاقتها الإجمالية عن 800 ميغاواط في أفق 2020، كما سيتم انجاز مشاريع أخرى بطاقة تزيد عن 400 ميغاواط سنويا بين سنتي 2021 و2030، عبر إنتاج بخار الماء للحصول على الطاقة الكهربائية، ويمكن للمحطات تلبية الطلب على الكهرباء نهارا أو ليلا بما أنها موصولة بوسائل تخزين حرارية أو طاقات هجينية أخرى. وتراهن مصالح "أحمد أويحيى" على استخلاص الطاقة الهيدروجينية كاستثمار واعد يسهم في دعم النمو وخلق فرص شغل، ويتيح أيضا تنفيذ تجارب عملية في قطاعات منتجة كالزراعة والصناعة والأشغال العمومية، فضلا عن تشجيع البنوك على تقديم قروض طويلة الأمد للمستثمرين الشبان الراغبين بالخوض في تكنولوجيا الهيدروجين. كسب معارك المستقبل يثمّن خبراء استغلال الهيدروجين بالجزائر كمحور لكسب معارك المستقبل، ويعتبرون ذلك مقدمة لإعادة إنتاج الطاقة بصورتيها الحرارية والكهربائية عن طريق خلايا الوقود والماء. وينوّه "سيد علي مخفي" خبير الطاقات الايجابية، أنّ الهيدروجين يعد أداة فعالة بستة أدوار: تخزين مختلف المصادر الطاقوية المتجددة بنوعيها الحراري والكهربائي على شكل غاز، مكمّل أساسي وواعد للطاقات المتجددة، وسيلة لإنجاح استخدامات الطاقة في كافة الميادين، إعادة إنتاج الطاقة بصورتيها الحرارية والكهربائية عن طريق خلايا الوقود والماء، استخدام فردي أو جماعي للطاقات المتجددة (المسخنات الشمسية والإنارة)، واستخدام صناعي خاصة الطاقة الشمسية بالتعاون مع المؤسسات الوطنية المعنية . وتذهب توقعات إلى حصد الجزائر أرباحا تربو على الثلاثة مليارات يورو من استثمار الطاقات المتجددة، فضلا عما يتيحه تصنيع موارد غير قابلة للنفاذ من استحداث آلاف مناصب الشغل وتوفير طاقة نظيفة. ويبدي خبراء تفاؤلا بانعكاس استغلال الهيدروجين إيجابا على النسيج الصناعي الوطني لبلوغ نسبة إدماج تربو بأكثر من 80 % عام 2030 مقارنة بالراهن. حلم 2050 أظهرت دراسة مؤخرا، أنّ الجزائر ستكون بحاجة إلى الانتقال من استهلاك 25 تيراواط في الساعة من الطاقة المتجددة إلى 74 تيراواط قبل انقضاء العشر سنوات المقبلة وهو ما يعادل مخزون عشرة حقول من البترول والغاز. ويجزم متخصصون بقدرة الجزائر على إنتاج 170 تيراواط في الساعة من الطاقة المتجددة، وهو ما يجعل من الجزائر أول دولة متوسطية من حيث إمكانيات إنتاج الطاقة البديلة، وهي تريد الاعتماد على الطاقة البديلة بشكل أكبر بحلول عام 2050 ، وتصدير نحو 30 % من هذه الطاقات إلى دول البحر المتوسط.