كشفت مراجع ل "البلاد نت"، اليوم الجمعة، النقاب عن فضيحة خطيرة ب 150 مليار سنتيم على سماء جزائرية بريطانية، ما قذف بما لا يقلّ عن مئة طيار جزائري في مهبّ الريح. استناداً إلى معلومات توفرت ل "البلاد نت"، أفيد أنّ مجموعة من الطلبة الطيارين الذين تم تكوينهم مؤخرا في أكاديمية أكسفورد بالمملكة المتحدة (المصنّفة كأفضل مدرسة طيران في العالم)، لا زالوا يعيشون حالة من البطالة المجحفة منذ دخولهم أرض الوطن قبل أشهر. وقام المعنيون (100 طيار) بتوقيع عقود تشغيل مسبّقة مع الخطوط الجوية الجزائرية قبل بداية تكوينهم في الخارج، وكانت نفقات هذا التكوين على عاتق خزينة شركة الخطوط الجوية الجزائرية، وكلّف أكثر من 1.5 مليار سنتيم لتكوين كل طيار (150 مليار في المجموع). وتمّ إرسال المئة طيار (معظمهم من خريجي جامعات وطنية وأجنبية) للتكوين في الأكاديمية وذلك منذ سنتين، لكن المثير أنّ الإدارة الحالية للجوية الجزائرية تنصّلت مؤخّرا من كافة التزاماتها بتوظيفهم وأرسلتهم للبطالة بدعوى عدم وجود مناصب شغل، وهي الوضعية التي لم يجد لها المعنيون أي تفسير بحكم أنّ الشركة أرسلتهم للتكوين بغرض توظيفهم، وبُناءاً على مسابقة وطنية ضمت أكثر من أربعة آلاف مترشح أقيمت سنة 2015 وذلك في عهد المدير العام السابق "محمد عبدو بودربالة" ليقوم المدير الحالي "بخوش علاش" وإدارته بالتنصل من كل اتفاقيات الشركة مع هؤلاء المتربصين. حدث هذا رغم وجود وثيقة قانونية موقّعة من كلا الطرفين تلزم الشركة بشكل واضح بإدماج الطيارين بعد شهر من إنهاءهم التكوين ودخولهم أرض الوطن، وهو ما لم يتحقق لحد الساعة بعد رفض الإدارة كافة الخيارات. استحالة الإدماج قبل 2020 المثير أنّ المدير الجوية الجزائرية أبلغ المئة طيار باستحالة إدماجهم قبل سنة 2020 كأقل تقدير، وفضّل خليفة بودربالة بدل ذلك تمديد السن القانوني الأقصى لتقاعد الطيارين القدامى، وهذا عوض إدماج هؤلاء الطيارين الشباب، علما أنّ رواتبهم أقل بكثير مقارنة بمن هم في نهاية المسيرة، حيث لا يتجاوز راتب الطيار الشاب 20 % من إجمالي راتب طيار على أبواب التقاعد. "تفشي سوء التسيير"؟ يستهجن ممثلو المئة طيار، السيناريو الحاصل، ويشدّد هؤلاء على ما يصفونه: "تفشي سوء التسيير والتخطيط داخل المؤسسة، وعدم الاكتراث بمستقبل الطلبة"، وينبّه هؤلاء إلى "الكارثية التي أفرزت بطالة ابتلعت الطيارين، وهم ما لم تعشه المؤسسة منذ تأسيسها وبخاصة أن كل الحلول لخروج الجوية من مأزقها بحسب كافة الخبراء هو بزيادة عدد الرحلات وإضافة خطوط جوية جديدة خاصة مع وجود عدة طائرات غير مستغلة رغم اقتنائها منذ سنوات، وهو ما أكده العديد من الطيارين المتقاعدين، وكل هذا يتطلب زيادة عدد الطيارين لتغطية الطلب". ويناشد الطيارون المحتبسون الجهات العليا للتدخل بشكل عاجل لإنصافهم و"إنقاذ الجوية من فوضى التسيير المستشرية منذ أكثر من سنة"، ويعيب هؤلاء على الإدارة الجديدة " التزامها المحاباة في التعامل مع الطيارين بزيادة السن القانونية بدل إدماج من هم أقل سنا على كثرتهم وطول انتظارهم". وانتهى الطيارون إلى ضرورة "تفعيل عملية تحري واسعة حول فداحة لا تطاق". وتقول مراجع مطلّعة إنّ شركة الجوية الجزائرية التي يديرها "بخوش علاش"، تتخبط في مشاكل لا حصر لها، لم يسبق لها أن عرفته، ولولا تدخل وزير النقل والأشغال العمومية عبد الغني زعلان مؤخرا واجتماعه مع ممثلي العمال، لساءت الأمور أكثر. وذكرت مصادر عليمة أنّ تقارير سوداء وصلت إلى رئاسة الجمهورية بخصوص الوضعية الخطيرة التي تعيشها الجوية الجزائرية في الوقت الراهن. وسبق لوزير الأشغال العمومية والنقل عبد الغني زعلان، التأكيد قبل أسابيع على أنّ الجوية الجزائرية "ليست في حالة إفلاس، وإنما تمر بوضعية مالية توصف بالصعبة".