لن نسمح لأي كان التعدي على العقار الفلاحي والسياحي
أعدنا بعث المنطقة الصناعية ونتوقع توفير 18 ألف منصب عمل قريبا
حاوره الصادق لمين
البلاد: تراهن الحكومة على بعث استثمار حقيقي في الولايات الاستراتيجية كحال ولاية مستغانم، هل تضعنا سيادة الوالي في صورة الاجراءات المتخذة من أجل فتح القطاع للمستثمرين الحقيقيين وتذليل جميع الصعوبات على مستوى عاصمة الولاية، وهل بإمكانك وضعنا في صورة الاجراءات المتخذة في هذا الاتجاه بباقي بلديات الولاية، خاصة مع توجه الحكومة الجديد لتثمين موارد البلديات واستغلالها؟ الوالي: منذ تعييني على رأس ولاية مستغانم من طرف فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ومن خلال المدة التي قضيتها، وقفت على المقومات والمؤهلات التي تزخر بها هذه الولاية فهي ولاية فلاحية وسياحية وثقافية بامتياز ولديها من المؤهلات ما يجعلها تصبح ولاية اقتصادية مستقبلا وهذا بتشجيع الاستثمار عن طريق وضع برنامج عمل نحن بصدد تجسيده على أرض الواقع. أما فيما يخص الاستراتيجية التي اعتمدنا عليها لتشجيع الاستثمار وبعد الدراسات مع المدراء المعنيين بمختلف المجالات، تم في القطاع الفلاحي اعتماد أكثر من 50 مشروعا استثماريا لإنشاء الحوض الحليبي على مستوى بلدية الحسيان لإنتاج الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء، تم الانطلاق في 21 مشروعا لتربية 4000 بقرة حلوب نتوقع من خلالها إنتاج 24 مليون لتر من الحليب سنويا، تضاف إلى 94 مليون لتر سنويا المنتجة حاليا وهو ما يسمح بتوفير أكثر من 2000 منصب شغل والمشاريع المتبقية في طور التجسيد ومحل متابعة وهناك مشاريع أخرى لإنجاز غرف للتخزين وتحويل المنتجات الفلاحية، بالإضافة إلى إنشاء مصانع لإنتاج مشتقات الحليب، ونعمل بالتنسيق مع وزارتي الفلاحة والموارد المائية على توسيع المساحات المسقية مؤخرا ووصلنا إلى 36000 هكتار. وفي آفاق 2022 ستصل إلى 65000 هكتار، أي تقريبا 50% مساحات مسقية من المساحة الاجمالية. أما في مجال الاستثمار في الصيد البحري الذي يعتبر من الأولويات باعتبار الولاية تمتلك شريطا ساحليا قدره 124 كلم وميناءين للصيد البحري وتنتج ثروة سمكية هائلة تقدر حوالي 10 آلاف طن سنويا، أي ما يمثل 10% من الانتاج الوطني، قدمنا التسهيلات اللازمة للمستثمريين في مجال تربية المائيات كأول تجربة في ولاية مستغانم، حيث تم مؤخرا اعتماد 8 مشاريع لتربية المائيات سمك القجوج وذئب البحر (bar de mer ) هي الان في طور الانجاز وستدخل مرحلة الاستغلال والانتاج في غضون السداسي الثاني من سنة 2019، بالإضافة إلى مشروعين لتربية بلح البحر (les moul) بمنطقة استيديا، يعتبر إضافة هامة للولاية.
المنطقة الصناعية لولاية مستغانم حلم شباب الولاية لحل مشكل البطالة وإيجاد استثمارات، لكن الحلم لم يتحقق بسبب الصعوبات التي تواجه المستثمرين بعدم خلق بيئة مناسبة للاستثمار، مما جعل المنطقة الصناعية بها شبه خالية ولم تشهد تطورًا ملموسًا يعود بالنفع على الولاية، هل لك أن تطلعنا على الوضعية الحالية لها وما هي الاجراءات التي اتخذتموها؟ أذكر أن ولاية مستغانم لم تكن تملك منطقة صناعية، بل كانت فيها 8 مناطق نشاط بمساحة 200 هكتار ومؤخرا وتنفيذا لتعليمات وبرنامج فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الرامي إلى تشجيع الاستثمار المنتج للثروة وخلق موارد مالية خارج قطاع المحروقات، تم إنشاء منطقتين جديدتين للنشاط قوارة وبعايزية لعوج بسعة 100 هكتار. أما فيما يخص المنطقة الصناعية التي نحن بصدد تهيئتها وتتربع على مساحة 671 هكتار، تم اعتماد أكثر من 269 مشروعا استثماريا في مختلف القطاعات (الصناعة الغذائية، الصناعات الميكانيكية والحديد، الصناعات الكيماوية والبلاستيك...الخ)، لكن كما أشرتم هي شبه خالية ولم تنطلق بها سوى بضع مشاريع بسبب عدم تهيئتها، ففي نوفمبر الماضي ومن خلال توجيهات الحكومة المتضمنة تكليف الولاة بعملية التهيئة للمناطق الصناعية بدلا من ANIREF، أخذنا كل التدابير اللازمة وتم تنصيب عدة ورشات والانطلاق في عملية التهيئة ل400 هكتار كشطر أول من المنطقة الصناعية البرجية ببلدية الحسيان حسب الأغلفة المالية المتوفرة وهذا لأجل ربطها بمختلف الشبكات من طرقات ومسالك وإنارة عمومية وكذا شبكات المياه والغاز والكهرباء خصص لها مبلغ 1000 مليار سنتيم وأنا متأكد أن عملية التهيئة ستكون حافزا كبيرا لتجسيد المستثمرين لمشاريعهم والدليل أنه كان هناك تجاوب من المستثمرين وتلقينا في الشهرين الماضيين عدة ملفات طلب رخصة البناء لأجل الانطلاق في الأشغال ومن جهتنا نقدم كل الدعم والمساندة وستعود حتما هذه المنطقة بالمنفعة على الولاية وأبنائها وستصبح قطبا صناعيا يضاف إلى المكتسبات التي تزخر بها الولاية. وحسب الدراسات ستسمح بخلق أكثر من 18000 منصب شغل في المدى القريب والمتوسط وحوالي 45000 منصب في المدى البعيد. وبالموازاة سنعمل في القريب على استرجاع العقار غير المستغل في المنطقة الصناعية ومناطق النشاط ونجعله في متناول المستثمرين الحقيقيين.
انتشرت مؤخرا ظاهرة "الحرڤة" بالسواحل وباعتبار ولاية مستغانم ولاية ساحلية، فإنها لم تشذ عن القاعدة، بل عرفت هجرة غير شرعية بشكل جماعي، ماذا تقول عن الظاهرة وكيف تتعاملون معها؟ الهجرة غير الشرعية أو "الحرڤة"، كما يسمونها، ما عساني أن أقول إلا أنها قصة حزينة وقاسية تجعل العائلات وخصوصا الامهات يتجرعن مرارة فقدان فلذات أكبادهن في عرض البحر منهم من يتم العثور عنهم جثث هامدة ومنهم من يبقون مفقودين لأيام، شهور ويمكن حتى لسنوات، هذه الظاهرة لم تختصر على فئة معينة من الشباب فقط بل تعدت حتى إلى النساء، الأطفال والعائلات، وقصد الحد من هذه الظاهرة أعطينا تعليمات قصد تسطير برامج مختلفة تساهم فيها عدة قطاعات والمسؤولية يتقاسمها الجميع وقمنا بحملة تحسيسية وتوعوية نفسية تبين خطورة "الحرڤة" وتأثيرها السلبي في أوساط المجتمع. كما سطرنا برنامجا هاما للقافلة التحسيسية تحت شعار "لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة" قامت بها أجهزة التشغيل "مديرية التشغيل، ENJEM، CNAC، ENSEJ ووكالة التشغيل وكذا مؤسسات الشباب التابعة لمديرية الشبيبة والرياضة نظمت هذه قوافل تحسيسية وجالت بمعظم البلديات، خاصة البلديات الساحلية وذلك لأجل التحسيس والتعريف بإمكانيات أجهزة التشغيل والاليات الخاصة بالاستفادة من مشاريع مختلفة وفرتها الدولة الجزائرية دعما للشباب ويستطيع من خلالها الشاب تأمين مستقبله. أما في المجال الاعلامي مع الاذاعة المحلية، رافقت القافلة التحسيسية وخصصت حصصا في هذا الاطار وكذلك الصحافة المحلية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كانت هناك شهادات حية لعائلات تجرعت فقدان فلذات أكبادها إلى جانب لقاءات مع شباب جازفوا بحياتهم وفشلوا في الوصول إلى الضفة الاخرى فعادوا إلى بلدهم الجزائر واستفادوا من مشاريع مصغرة في إطار آليات دعم التشغيل ونجحوا وهذا لتكون العبرة التوعية وتشجيع الشباب على الاستثمار وتحفيزهم والعزوف عن التفكير في "الحرڤة" كما أعطينا تعليمات بتخصيص حصة من الصفقات العمومية للشباب أصحاب المؤسسات المصغرة المستفيدة من قروض ANSEJ et CNAC للمشاركة في مختلف البرامج التنموية للولاية لأجل مساعدتهم على خلق حركية في منظومتهم الانتاجية وتوفير مناصب شغل.
الأكيد أن الدولة لم تدخر أي جهد في سبيل فتح فرص الشغل للشباب خاصة مشاريع "لونساج ولونجام وكناك" وخلق مؤسسات منتجة، إلى أي مدى ساهمت هذه المشاريع في استقطاب الشباب وبلغة الأرقام كم توجد من مشاريع منتجة استطاعت أن تستقطب فئة الشباب خاصة لأجل توفير مناصب الشغل وإخراج الشباب من التفكير في "الحرڤة"؟ منذ وضع جهاز المساعدة على الادماج المهني حيز التنفيذ منذ سنة 2008 سمح بتنصيب أكثر من 43514 شاب من مختلف الفئات (حاملي الشهادات، خريجي منظومة التكوين المهني وفئة الشباب الغير مؤهل) على مستوى ولاية مستغانم، وإلى غاية 31/12/2017 استفاد 5188 منهم من مناصب عمل دائمة أغلبها في القطاع الاداري. وعن مختلف أجهزة الدعم والتمويل للمشاريع، فقد تم من قبل الوكالة الوطنية لدعم وتشغيل الشباب (ENSEJ) تمويل 8535 مشروعا منذ انطلاق الجهاز مما خلق 19066 منصب عمل. اما الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة (CNAC) فقام بتمويل 3930 مشروعا منذ انطلاق الجهاز مما سمح بخلق 7117 منصب عمل.
تراهن الحكومة على مشاريع السكن بشكل كبير والاكيد أن ولاية مستغانم تنام على حصص معتبرة للتوزيع وأخرى وزعت وهي مشغولة حاليا، ماذا يقول والي الولاية عن هذا الملف وفي مختلف الصيغ السكنية؟ الشيء الذي اؤكد عليه هو أنه رغم الصعوبات المالية التي عرفتها الجزائر في السنوات الاخيرة، إلا أن فخامة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أكد على الدعم المستمر لقطاع السكن، فبولاية مستغانم وخلال عشر سنوات الاخيرة فقط، تم توزيع أكثر من 54000 وحدة سكنية في مختلف الصيغ وهناك برنامج هام في طور الانجاز مقدر ب 14400 وحدة سكنية في مختلف الصيغ منها 8600 سكن اجتماعي، اضافة إلى برنامج جديد سنة 2018 لفائدة سكان الولاية مقدر ب 4800 وحدة سكنية في مختلف الصيغ منها 1500 وحدة سكنية في صيغة الجديدة للترقوي المدعم LPA و 2000 إعانة سكن ريفي. وبالنسبة لتوزيع السكنات قمنا مؤخرا يوم 19 مارس بتوزيع حصة سكنية مقدرة ب 610 وحدة سكنية بصيغة العمومي الايجاري وتعتبر العملية الثانية بعنوان 2018 سبقتها الاولى، حيث قمنا بتوزيع 134 وحدة سكنية في الصيغة نفسها وعملية توزيع السكنات ستتواصل بمختلف الصيغ. وفيما يخص الترقوي المدعم في صيغته الجديدة أعطينا الضوء الأخضر للانطلاق في عملية تسجيل المواطنين الراغبين في الحصول على السكن الترقوي المدعم في هذه الصيغة الجديدة عبر كل بلديات الولاية بعد الانتهاء من كل الاجراءات وضبطها وكذا قمنا بإعلام المرقين العقاريين الراغبين في إنجاز سكنات البرنامج الجديد LPA في الجرائد الوطنية وكذا وسائل الاتصال الحديثة والعملية متواصلة كما تم تخصيص العقار المناسب لإنجاز هذا البرنامج الجديد.
سيدي الوالي، متى يركب المواطن المستغانمي الترامواي؟ منذ تعييننا على رأس الولاية في شهر سبتمبر الماضي كان من بين الأولويات إعادة بعث مشروع ترامواي الذي توقف حوالي 7 أشهر بعد تخلي الشركة الاسبانية عن إنجازه، وتم عقد لقاء مع وزير الأشغال العمومية والنقل زعلان عبد الغاني، الذي أعطى الاهمية القصوى لإعادة بعث المشروع وهذا بتسليمه للمؤسسة العمومية مجمع كوسيدار، أشرف الوزير على إعادة انطلاق الأشغال شخصيا بزيارة رسمية للولاية والآن الاشغال جارية وأتابعها شخصيا بصفة أسبوعية، متبوعة بخرجات ميدانية لتذليل الصعوبات وإيجاد الحلول لمختلف الصعوبات والعراقيل التي يمكن أن تصادف الشركات المنجزة، وهدفنا الرئيسي حاليا تسريع وتيرة الأشغال من جهة وإعادة فتح معظم المحاور والطرقات التي كانت مغلقة بفعل الاشغال وتهيئتها، بالإضافة إلى الأرصفة لتسهيل حركة السير وهذا قبل حلول موسم الاصطياف.
عرفت ولاية مستغانم عملية واسعة لتهديم بناءات فوضوية بنيت على أراضي فلاحية من دون رخصة، ماذا يقول الوالي في هذا الشأن؟ ليس الأراضي الفلاحية فقط ولكن حتى مناطق التوسع السياحي لاحظتها شخصيا من خلال الخرجات الميدانية سكنات فوضوية وأكشاك شيدت بطرق غير قانونية على أراضي تابعة لأملاك الدولة، وفي ظل تفاقم هذه الظاهرة كان لا بد من استدراك هذا الوضع واسترجاع الاراضي الفلاحية للحفاظ على طابعها الأصلي والحفاظ على مناطق التوسع السياحي واستغلالها في الاستثمار السياحي، وباشرنا عمليات الهدم لبنايات في طور الانجاز ومنها من كان يشكل خطرا، حيث شيدت على قنوات الغاز وقنوات المياه الصالحة للشرب، كان هذا على مستوى معظم البلديات، حيث أسفرت هذه العملية ومنذ شهر سبتمبر إلى غاية يومنا هذا عن تهديم 400 بناء غير شرعي، هذه العمليات ما تزال متواصلة وستساهم بشكل كبير في الحفاظ على الطابع الفلاحي للأراضي وكذا مناطق التوسع السياحي ومن جهتنا شددنا على تسهيل الاجراءات الادارية لمنح رخص البناء في أجل لا يتعدى 20 يوما وتسريع دراسة الملفات المتعلقة بتسوية البنايات المنجزة قبل سنة 2008 وفقا للقانون 08/15 المحدد لقواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها.
ما هو جديد التحضير لموسم الاصطياف؟؟ بدأ التحضير لموسم الاصطياف منذ أكثر من شهر، حيث قمنا بخرجات ميدانية للوقوف على كل النقائص بشواطئ الولاية وبالتنسيق مع رؤساء الدوائر ورؤساء البلديات تم وضع مخطط عمل يقوم أساسا على النظافة في الشواطئ، اصلاح وصيانة الانارة العمومية وتهيئة مواقف السيارات وتهيئة مسالك ومداخل الشواطئ وركزنا على وضع مخطط أمني لأجل راحة المصطافين، إضافة إلى إنجاز 3 مخيمات صيفية عائلية جديدة تدخل الخدمة بداية هذه الصائفة وستكمن هذه الفضاءات التي تعرف إقبالا كبيرا للمصطافين والعائلات متوسطة الدخل من تحقيق مداخيل لفائدة البلديات، ضف إلى ذلك السياحة الغابية التي تلجأ اليها عديد العائلات في فصل الصيف.. هذه الاجراءات يتم متابعتها بصفة دورية من خلال عقد اجتماعات وخرجات ميدانية للوقوف على سير التحضيرات الخاصة بإنجاح موسم الاصطياف 2018.
يقال عنكم أنكم رجل ميدان بحكم تخصصكم ولا تتواصلون كثيرا مع الاعلام، ما سبب ذلك؟ La meilleur communication c'est l'action هذا طبعا لأني أعمل كثيرا في الميدان هذا من قناعتي الشخصية، لكن في الزيارات الميدانية الرسمية أعطي جميع التوضيحات اللازمة وألتقي مع الصحافة.