تعمل ولاية مستغانم التي ستستقبل الوزير الأول عبد المالك سلال يوم غد الأربعاء في إطار زيارة عمل وتفقد على تثمير إستغلال مؤهلاتها لتحقيق وثبة تنموية في مختلف المجالات. ولبلوغ هذه الأهداف تراهن السلطات العمومية على تجسيد المزيد من المشاريع التنموية بقطاعات الفلاحة والسياحة والصيد البحري والصناعة على وجه الخصوص كونها تشكل محركا للتنمية المحلية بالنظر إلى ما تتوفر عليه هذه الولاية الساحلية من مؤهلات وخصائص مما جعلها قادرة على رفع التحدى ومنطقة استقطاب للاستثمارات. وقد حظيت مستغانم التي تضم 32 بلدية خلال الخماسي الجاري بأكثر من 1400 عملية تنموية بغلاف مالي قدره 60 مليار دج وفق المسؤولين المحليين الذين أشاروا إلى أن الجهود منصبة بالدرجة الأولى على تحسين الظروف المعيشية للمواطنين وتغطية الاحتياجات في مختلف مناحي الحياة. وقد إنعكست المجهودات المبذولة على الظروف المعيشية للسكان حيث بلغت حصة الفرد من الماء الشروب ما بين 160 و200 لتر في اليوم مع نسبة الربط بشبكة التوزيع تقدر بحوالي 95 بالمائة فيما تفوق نسبة التغطية بغاز المدينة 65 بالمائة. وخصص للولاية التي يقدر عدد سكانها زهاء 794 ألف نسمة برنامج سكني هام ضمن المخطط الخماسي الجاري 40.020 مسكن من مختلف الصيغ لتضاف إلى ما تبقى من الانجاز قبل هذا البرنامج ويخص 11.543 وحدة سكنية. ومن جهتها ستشهد الخدمات الطبية نقلة نوعية حيث سيتدعم قطاع الصحة الذي يعد ثلاثة مستشفيات بطاقة 1249 سرير وعشرات الهياكل الأخرى بإستلام خلال السنة الجارية لمستشفى ب 240 سرير بمنطقة "خروبة" بضواحي مستغانم و3 مستشفيات يتسع كل واحد ل 60 سريرا لفائدة بلديات عشعاشة وبوقيراط وماسرى. ويرتكز النشاط الإقتصادي أساسا على قطاع الفلاحة حيث تزخر الجهة بأراضي خصبة مع توفر الموارد المائية للسقي يقابله تزايد وتنوع في المحاصيل وفي مقدمتها البطاطس حيث أصبحت الولاية تحتل المرتبة الرابعة وطنيا من حيث الإنتاج الذي وصل إلى 7ر3 مليون قنطار. وتقدر المساحة الفلاحية المستغلة 132.268 هكتار منها 32 ألف هكتار مسقية فيما تشغل المستثمرات الفلاحية إجمالا حوالي 60 ألف عامل. كما يشكل الصيد البحري عنصرا هامة في الحركية الإقتصادية بالجهة التي تتوفر على أسطول يتشكل من 181 وحدة من مختلف الأحجام مما تطلب تعزيزه بالمنشآت الضرورية لترقيته على غرار إستلام ميناء للصيد والترفيه بصلامندر بمدينة مستغانم بإمكانه استقبال 200 سفينة للصيد ومن شأنه تخفيف الضغط على الميناء التجاري لعاصمة الولاية على أن يتدعم القطاع مستقبلا بانجاز ميناء للصيد والترفيه ذي طابع وطني ببلدية ستيديا. ومن ناحية أخرى إستفادت الولاية التي تسعى إلى خلق ديناميكية صناعية من مشروع منطقة صناعية جديدة بمنطقة "البرجية" (بلدية الحسيان) على مساحة 200 هكتار سيشرع في تجسيده خلال عام 2014 لتضاف إلى ثماني مناطق نشاطات أخرى أنجز بها 305 مشروع استثماري أغلبها ينشط في الصناعات الغذائية ومواد البناء والصناعات الكيمياوية والبلاستيك وتوفر زهاء 5 ألاف منصب شغل دائم. وبغية تنشيط الحركة الاقتصادية بالمنطقة سيتم ربط ميناء مستغانم بالطريق السيار شرق-غرب على مسافة 65 كلم عبر محور يعبر بالقرب من عدة مناطق نشاطات بمستغانم وغليزان وكذا الحظيرة الصناعية الجديدة لسيدي خطاب. كما حظي ميناء مستغانم الذي سيتدعم بمحطة بحرية للمسافرين بمشروع لانجاز حوض ثالث. وتعرف ولاية مستغانم الساحلية كونها وجهة سياحية متميزة بفضل مؤهلاتها الطبيعية العذراء ورصيدها التاريخي والتراثي الغني حيث تعمل الجهات المعنية على توفير الظروف المواتية لتثمين هذه القدرات وجعل المنطقة قطبا سياحيا. وفي هذا الصدد يجري العمل حاليا على تهيئة 16 منطقة للتوسع السياحي على مساحة إجمالية قدرها 4.339 هكتار من شأنها إحتضان هياكل إستقبال بطاقة تزيد عن 20 ألف سرير. كما تم تسجيل 50 طلبا للإستثمار بمنطقتي التوسع السياحي "كاب ايفي" و"بن عبد المالك رمضان" لانجاز مركبات سياحية تتسع ل 6.156 سرير.