الخدمة الوطنية أصبحت اليوم مدرسة لصنع الرجال أفردت مجلة الجيش في عددها الأخير الخاص بشهر أفريل ، ملحقا كاملا حول الخدمة الوطنية ، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى ال50 لتأسيسها في الجزائر . وجاء في افتتاحية العدد ال657 من المجلة التي تصدرها وزارة الدفاع الوطني ، التي حملت عنوان :"الخدمة الوطنية..رابط متين يجمع الأمة بجيشها" ، أن الجزائر كانت تعاني مخلفات الاستعمار حين قررت قيادتها العليا في أفريل 1968 تأسيس الخدمة الوطنية لتعبئة كل الطاقات البلاد ، لتصبح اليوم مدرسة لصنع الرجال. وأكدت "افتتاحية الجيش" بأن الخدمة الوطنية التي كانت وستبقى الإطار التعبوي للشباب الجزائري حول الأهداف الكبرى للأمة ، أصبحت مدرسة لصنع الرجال الذين ساهموا في البناء والتشييد والحفاظ على السيادة الوطنية والسلامة الترابية للجزائر. وتابعت مجلة الجيش، أن هذه المؤسسة العريقة تعد بوتقة للوطنية والفداء، أثبتت ميدانيا من خلالها الأجيال المتلاحقة من رجال الخدمة الوطنية، قدرتها على المساهمة في بناء الوطن والذود عنه في كل مكان وفي كل الظروف، وساهمت في الحفاظ على رسالة الشهداء الأبرار ، وأضافت المجلة أنه مثلما كانت الثورة التحريرية شعبية شاركت فيها كل فئات الشعب، فإن مرحلة البناء كانت كذلك، شارك فيها كل أبناء الشعب الجزائري من شباب الخدمة الوطنية. الخدمة الوطنية همزة وصل بين الشعب وجيشه وقالت مجلة "الجيش" أن الخدمة الوطنية التي استلهمت مبادئها من الثورة التحريرية كانت وستظل منبعا لروح التلاحم الوطنية، وأشارت المجلة، إلى الانجازات الاجتماعية والاقتصادية التي حققها أفراد الخدمة الوطنية، كالسد الأخضر وطريق الوحدة الإفريقية وبناء السدود والسكك الحديدة وغيرها من المشاريع والمنشآت الاقتصادية والاجتماعية، وقالت بان تجربة الخدمة الوطنية أثبتت ايجابيتها في مجال تعزيز القدرات الدفاعية وتحقيق الانسجام الوطني وتواصل الأجيال، واتضح هذا الانسجام –كما تضيف المجلة- في كل مرة كانت فيها الجزائر بحاجة إلى أبنائها. واختتمت افتتاحية المجلة بأن انتصار الشعب الجزائري في ثورته ضد الاستعمار الغاشم كان بفضل وحدته وعزمه وإصراره ، ليواصل المسيرة بعد استرجاع السيادة الوطنية من خلال مساندة جيشه عبر أداء واجب الخدمة الوطنية ، التي تعتبر همزة وصل بين الشعب وجيشه ورمزا للتحدي والعزيمة والإصرار.