قدّمت، اليوم، محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء الجزائر، متهما يبلغ من العمر29 عاما يعمل بالمؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت، وهو معروف بشذوذه الجنسي، وتجارة المخدرات على مستوى حي ساحة1 ماي، لإزهاقه روح مراهق يصغره ب10 سنوات، بعد خلاف نشب بينهما لزعامة الحي في بيع الممنوعات، وذلك بتحريض من والدته القابلة. وتعود أحداث هذه الجريمة إلى تاريخ 25 جانفي 2016، حين أقدم الجاني، وهو شاذ جنسيا، ومعروف بترويج المخدرات، على وضع حد لحياة ابن حيّه الضحية، البالغ من العمر19 عاما، عن طريق 4 طعنات على مستوى الصدر بواسطة سلاح أبيض، وقد اخترقت إحداها القفص الصدري فكانت السبب الرئيسي في وفاة المجني عليه، وعلى إثر ذلك تم إخطار مصالح الشرطة لأمن دائرة الجزائر الوسطى التي تنقلت إلى مسرح الجريمة، لتكشف التحريات أن تداعيات الجريمة هي مناوشات كلامية بين الطرفين، حيث قصد الجاني المجني عليه خلال وجوده على متن شاحنته الصغيرة من نوع "هاربين" ليوجه له طعنتان، ليحاول خلالها الضحية الفرار غير أن الجاني لاحقه ووجه له طعنتين أخريتين، وهو يتلقى تشجيعات من والدته القابلة التي ظلت وبصوت مرتفع وأمام الملأ تحثه من شرفة منزلها على قتل الضحية الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا متأثرا بجراحه، لاسيما الطعنة التي اخترقت قفصه الصدري. واستمرارا للتحقيق، تم التحري حول ملابسات القضية التي تبين أنها نتاج حرب زعامة بين الطرفين للسيطرة على زمام المنطقة في تجارة المخدرات، حيث أكد شهود عيان، أن الجاني قصد الضحية يوما قبل وقوع الجريمة وحثه بلهجة عنيفة على عدم منافسته على تجارة وترويج المخدرات بالحي. وبإحالة الجاني ووالدته على العدالة نسبت للأول جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، فيما نسبت لوالدته تهمة المشاركة في القتل مع سبق الإصرار والترصد. وخلال مثول المتهمين للمحاكمة ومواجهتهما بأفعالهما، أقر الجاني بجريمته التي قال إنه ارتكبها وهو دون وعي بفعل تأثير المخدرات، غير أنه استبعد أن يكون سببها ترويج المخدرات، بل أن الضحية حاول الاعتداء عليه بواسطة "مفك براغي"، بإيعاز من خاله الذي هو على خلاف مع والدة الجاني حول السكن الذي تشغله رفقة ابنها الجاني، وأن الضحية، بحسبه، قدم إليه يوما قبل الواقعة ليبتزه بشهادة طبية المتضمنة عجزا مدته 15 يوما، ويطلب منه تسليمه مبلغا ماليا مقابل عدم الاستعانة بها لإيداع شكوى ضده. بينما فنّدت القابلة مشاركتها ابنها جريمته.