أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري عبد القادر بوعزغي عن تسطير برنامج خاص لمواجهة حرائق الغابات خلال فترة الصيف المقبل، بهدف تجنيد جميع الموارد البشرية والمادية اللازمة واحتواء جميع الأوضاع الاستثنائية التي قد تطرأ بصفة فعالة. و أوضح السيد بوعزغي خلال الملتقى الوطني الأول حول الوقاية ومكافحة حرائق الغابات أن هذا البرنامج الذي يشمل 40 ولاية يتجسد في نظام تدخل تشرف عليه إدارة الغابات، ويشمل 407 موقع حراسة و473 فرقة متنقلة للتدخل الأولي. كما تم تجنيد 27 شاحنة صهريج ذات السعة الكبيرة للتزود بالمياه و2.661 نقطة ماء على مستوى الغابات أو بالقرب منها، و732 ورشة من أجل سد احتياجات مكافحة الحرائق و3.000 عون لحراسة المواقع الجبلية والتدخل الأولي يضيف الوزير. وبناء على ذلك، سيتم إنشاء ما يقارب 4.800 لجنة عملياتية على مستوى الولايات الاربعين التي تتوفر على غطاء غابي وكذا الدوائر والبلديات والمناطق المجاورة الموجودة عبر الاقليم الوطني. وفي نفس السياق، أشار الوزير إلى تدعم القطاع بوسائل حديثة للوقاية والتدخل حيث استفادت إدارة الغابات هذه السنة "بالرغم من الظروف المالية الصعبة للبلاد" على 44 شاحنة صهريجية من الوزن الخفيف والمخصصة لمكافحة الحرائق. وتمكنت أيضا من وضع خمسة أعمدة متحركة للتدخل تغطي خمسة مناطق شمالية من البلاد ذات الغطاء النباتي الكثيف وتزويد أعوان الغابات ب4.600 بذلة كاملة مقاومة للنيران تسمح بتحسين قدرات تدخل فرق العمل في الميدان. ويندرج هذا البرنامج في إطار "ترسيخ الدور الوقائي و الاستباقي لمؤسسات الدولة للحد من الظواهر السلبية التي تؤثر على ثرواتنا الطبيعية ولوضع تصور شامل لكل الآليات بطريقة مشتركة من خلال عمل منسق ومتكامل"ي حسب الوزير. و أكد السيد بوعزغي في هذا الإطار على ضرورة تثمين التنسيق بين مختلف المتدخلين لاسيما بين إدارة الغابات والحماية المدنية داعيا إلى "إرساء نظام ناجح في الميدان، خاصة فيما يتعلق بالتعريف بالكتل الغابية والتموقع الجيد لوسائل التدخل للهيئتين" مع توسيع التعاون مع المسؤليين المحليين والمواطنين القاطنين بجوار الغابات. كما شدد على دور سكان الأرياف في إعطاء الإنذار المبكر والتدخل بمواقع الحريق حديثة النشأة والذي أصبح " أكثر من ضروري"، حسب الوزير. وحول اللجنة الوطنية للحفاظ على الغابات، دعا السيد بوعزغي إلى تعزيز دورها وتوفير كل الإمكانيات لها من اجل ممارسة نشاطها بحيث لا يقتصر على التحضير النظري وجمع الإحصائيات، كما هو الحال الآن. و أشار في ذات الوقت إلى أهمية التنسيق مع الوكالة الفضائية الجزائرية لاستغلال ومعالجة الصور الملتقطة من قبل القمر الاصطناعي بغرض التقييم الأحسن لحرائق الغابات، وكذا ترقية التعاون مع مصالح الأمن للبحث عن أسباب اندلاع هذه الحرائق. وأكد الوزير من جهة أخرى على ضرورة الاستثمار في الإمكانيات الغابية عن طريق الاستغلال والتحويل الجيد للخشب والفلين و الأشجار المثمرة والنباتات العطرية والطبية، متعهدا بدعم جميع المبادرات في هذا المجال شرط التقيد بدفتر الشروط الخاص بهذه الأنشطة. كما أبرز الدور "الهام" الذي تلعبه الغابات الترفيهية في الحفاظ على الغابة من طرف مستغليها، مشيرا إلى أن دائرته الوزارية بصدد الترخيص بالاستغلال ل141 غابة ترفيهية من بينها 71 غابة صدر فعليا المرسوم المتعلق بها. وفي سياق حديثه عن البرامج الموجهة للحفاظ على الثروة الغابية، كشف الوزير ان المخطط الوطني للتشجير الرامي إلى حماية الغابات من الأخطار وتقوية الأنظمة البيئية التي تشملها، مس إلى الآن 800.141 هكتار من اصل 1.245.900 هكتار معنية بالتشجير. وتم توجيه العمليات المبرمجة في هذا الإطار خلال السنوات الأخيرة إلى "التشجير النافع" عن طريق الاعتماد على الأشجار المثمرة من بينها أشجار الزيتون، وهو ما سيمكن من رفع مستوى إنتاج زيت الزيتون بثلاثة أضعاف في السنوات المقبلة، حسب تصريحات السيد بوعزغي. يذكر أن صيف 2017 شهد نشوب حرائق مست 53.571 هكتار من الغابات على مستوى 18 ولاية، وهو ما تسبب في تسجيل أربع وفيات وخسائر مادية جسيمة مست الفضاءات الطبيعية والموارد الفلاحية من أشجار مثمرة وحيوانات.