تسارع قوى المعارضة الخطى للخروج بمبادرة جديدة تلم بها شملها استعدادا للاستحقاقات الرئاسية القادمة، حيث كثفت مؤخرا اللقاءات بين قيادات الأحزاب، ومن المنتظر أن يتم الكشف عن فحوى المبادرة خلال أسابيع قليلة تلي شهر رمضان، حيث إن المرحلة الحالية مخصصة للتشاور وبلورة الرؤى والأفكار، في انتظار عرضها على المؤسسات الحزبية للموافقة عليها. وفي سياق هذا الحراك، التقى نهاية الأسبوع الماضي، رئيس جبهة العدالة والتنمية عبد الله جاب الله، كلا من رئيس طلائع الحريات علي بن فليس، وعبد العزيز رحابي ووأحمد بين بيتور، على مائدة إفطار جماعية، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي، نظمه جاب الله. وقد فهم اللقاء حسب مراقبين على أنه محاولة لإعادة لم شمل من كان بالأمس على طاولة واحدة "مزافران 1 و2". مع العلم أن التنسيق بين هذه الشخصيات والأحزاب ليس بالشيء الجديد، رغم الانكسار الذي حصل داخل مجموعة معارضة مزافران. ويرجح البعض أن يتأخر الإعلان عن فحوى المبادرة، بالنظر لكونها حاليا في مرحلة بلورة الأفكار والرؤى، وتوحيدها حول ما يجب فعله، في ظل طرح كل السيناريوهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الممكنة الحدوث على المدى القصير والمنظور، على أن يكون الإعلان الرسمي عن فحوى المبادرة بعد وضوح الرؤية بشكل كلي فيما يتعلق بترح الرئيس بوتفليقة لعهدة جديدة من عدمها. للإشارة، ليست المرة الأولى التي تلتقي فيها الأحزاب والشخصيات المعارضة، فقبل اللقاء الذي كان منذ أسبوع، سبقه اللقاء عند حركة مجتمع السلم، بمناسبة المؤتمر السابع للحركة، دار حديث بين مختلف الأطراف عن الوضع العام السياسي والاقتصادي والاجتماعي. ورغم أن المعارضة لم تكشف كل أوراقها بخصوص الاستحقاقات القادمة، غير أنها خرجت للساحة بمبادرات لا تتعدى جس النبض، في انتظار ساعة الحسم والكشف عن الأوراق. وقد كان بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات السباق طرح فكرة إعادة لم شمل المعارضة، والتقى عددا من السياسيين دون أن يتم الكشف عن ذلك بصفة رسمية لوسائل الإعلام والرأي العام، وهو ما يندرج أيضا حسب البعض في إطار جس نبض المرشح السابق للرئاسيات، قبل أن يكشف موقفه بشكل رسمي، وهذه المرة المعطيات مختلفة بين الشخصية السياسية ومرشح حزب طلائع الحريات. وتحاول المعارضة من خلال تحركاتها الإجابة على العديد من الأسئلة، في محاولة لتقريب الرؤى، والرد على من يقول إن اجتماعها على مرشح توافقي لخوض غمار الرئاسيات شبه مستحيل. وفي كل هذا الحراك تترقب الساحة السياسية كلمة الفضل من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بشأن مستقبله السياسي، هل سيواصل المسيرة كما طالبه حزب جبهة التحرير الوطني، أم يضع حدا لعشرين سنة على سدة الحكم، وهو القرار الذي من شأنه أن يعيد توزيع الأوراق في الساحة السياسية ويعيد تشكيلها ولو لوقت وجيز.