تعدت درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة حدودها القصوى، ما جعل الأطباء والمختصين يحذرون من خطورة الإصابة بلفحات الشمس والاغماءات التي تؤدي في بعض الأحيان للشلل النصفي أو الموت، خاصة بالنسبة لكبار السن والأطفال. وعرفت مصلحة الطوارئ بالمستشفيات استقبال العشرات من المواطنين بسبب الإغماءات ولفحات الشمس خاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. وحذرت مصالح الأرصاد الجوية، في نشرية عن استمرار موجدة الحر الشديدة التي تجتاح عددا من مناطق الوطن، على أن تنخفض درجات الحرار بداية من ليلة اليوم. وبث الديوان الوطني للأرصاد الجوية، عبر خريطة اليقظة، تنبيها من المستوى الثالث بخصوص استمرار موجة الحر الشديدة على بعض المناطق الجنوبية والتي ستنخفض ابتداء من ليلة اليوم، في ولايات ورڤلة، جنوبغرداية، أدرار وشمال منطقة وتمنراست. كما أصدرت المصالح تنبيه آخر من المستوى الثاني خاصا بارتفاع محسوس في درجة الحرارة في الولايات التالية: بشار، جنوب البيض وتندوف. تزامنا وموجة الحر التي عرفتها مختلف مناطق الوطن، عرفت مختلف الشواطئ الساحلية إنزالا بشريا هروبا من حرارة الشمس المرتفعة، حيث عرف الساحل توافد المصطافين على غرار شواطئ سيدي فرج وسطاوالى وعين البنيان وشاطئ برج الكيفان وبرج البحري مرورا بشواطئ عين طاية. ويقصد المصطافون شواطئ البحر اللاستمتاع بنسماته هروبا من موجة الحر اللاسعة ومن اجل اكتساب اللون البرونزي، في حين معظمهم لا يدركون خطورة عدم أخذ الاحتياطات التي تقيهم لفحات الشمس والحروق الجلدية التي توصلهم الى المستشفيات. هذه هي نصائح المختصين في علم الفيزيولوجيا من جهتها حذرت دكتورة مختصة في علم الفيزيولوجيا ليليا لونيس من خطورة التعرض للشمس في أوقات كثيرة واثناء السباحة في الفترة من 10 صباحا إلى 13 ظهرا. ونصحت بعدم ترك الأطفال لفترات طويلة امام الشمس لأن ذلك قد يسبب لهم الإصابة بحروق جلدية. ونصحت الدكتورة بضرورة الحرص على استعمال وسائل الحماية من أشعة الشمس كالقبعات والنظارات الشمسية والمراهم الواقية عند الخروج أو اثناء التواجد في البحر والإكثار من شرب الماء بالكميات الكافية بين 3 لترات إلى لترين. حذارٍ من لفحات الشمس وفي هذا السياق ذكرت وزارة الصحة ومصالح الحماية المدنية المواطنين خاصة الفئات الهشة بالإجراءات الوقائية الواجب اتباعها للحماية من موجة الحر التي تعرفها البلاد منذ أيام بعد صدور عدة نشريات تتنبأ بارتفاع درجة الحرارة خاصة في الجنوب تقارب ال 50 درجة. وفي هذا الصدد أوصت المصالح بضرورة وقاية الفئات الأكثر تضررا من موجة الحر على غرار الرضع والاطفال الصغار والاشخاص المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة، مذكرة بالاحتياطات الواجب اتخاذها والمتمثلة في تفادي الخروج خلال الساعات التي تشتد فيها درجة الحرارة إلا عند الضرورة فقط. كما تنصح بارتداء ملابس خفيفة وواسعة وتفادي البقاء مطولا تحت اشعة الشمس. ودعت هذه المصادر الى تناول كميات كبيرة من الماء مع تفادي تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والكافيين وكذا إغلاق النوافذ وستائر واجهات السكنات المقابلة لأشعة الشمس وإبقائها مغلقة عندما تتجاوز درجة الحرارة المسجلة خارج المنازل تلك المسجلة بداخلها وعدم القيام بنشاطات خارجية (رياضة وبستنة وأعمال يدوية) مع الاستحمام عدة مرات في اليوم. ونبهت كل من وزارة الصحة والمديرية العامة للحماية المدنية في حالة الشعور بالصداع أو الرغبة في التقيؤ أو العطش الشديد وارتفاع درجة حرارة البشرة واحمرارها وجفافها أو الشعور بالدوران، إلى الاتصال على الفور بالإسعافات (مركز الاعانة الطبية المستعجلة والحماية المدنية) مع وضع الشخص الذي يعاني من هذه الاعراض في "مكان بارد" وتزويده بكمية من الماء الشروب ورش جسمه بالماء (او وضع قطعة قماش مبلولة عليه) و كذا تهويته بالمروحة. يذكر أن وزارة الصحة قد وضعت الترتيبات اللازمة "خاصة" للتكفل بآثار موجة الحر الشديدة من خلال إعداد بطاقة تقنية تتعلق بالسلوك الذي يجب اعتماده عند التعرض "للفحة شمس" أو "تعقيدات" بسبب الحر الشديد مع إعداد طاقم طبي لهذه العملية خلال الموسم وتحديد أسرة الإنعاش المخصصة لمثل هذه الحالات وكذا ضمان "مخزون للمواد الصيدلانية الخاصة لاسيما السوائل الطبية".