البلاد - بهاء الدين . م - حذّر الخبير الأمني والمتخصص في الشؤون الاستراتيجية بجامعة باريس الدكتور نبيل نايلي، أمس، من الاعترافات الأخيرة لرئيس القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم)، الجنرال توماس والدوسر، خلال جلسة الاستماع أمام لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي حول مشروع إنشاء قاعدة عسكرية جوية بمنطقة أغاديز بالنيجر التي تبعد حوالي 480 كلم عن الحدود الجزائرية. وشدد الخبير الأمني عى أن "الوجود العسكري الأمريكي في النيجر بات يهدد الأمن القومي لكافة دول شمال وغرب إفريقيا حيث ستصبح المنطقة برمتها تحت مرمى سلاح الجو الأمريكي بشكل دائم". وعلى صعيد متصل كشفت مجلة "ميليتري نيوز" أن الولاياتالمتحدة تشرف على الانتهاء من إقامة قاعدة جوية عسكرية جديدة في شمال النيجر، ستتمركز بها طائرات مقاتلة وطائرات من دون طيار، وستفتتح مطلع العام المقبل. وتقول المجلة المتخصصة في الشؤون العسكرية إنه "ينتظر أن تبدأ القاعدة الجوية 201 في النيجر العمل بداية العام المقبل، وستنشر في هذه القاعدة الواقعة على بعد بضعة أميال من مدينة أغاديز، والتي يجري تشييدها بناء على طلب من حكومة النيجر، طائرات مقاتلات وأخرى من دون طيار من طراز MQ-9". وأوضح المصدر أن الطائرات من دون طيار ستكون "مجهزة بوسائل الرصد وبالأسلحة، وسيكون بمقدورها الوصول إلى عدد من دول غرب وشمال إفريقيا". ومن المفترض أن تستخدم الطائرات من دون طيار في تنفيذ هجمات على مجموعات مختلفة من المقاتلين الذين انضموا إلى تنظيمي "القاعدة" و«داعش" اللذين ينشطان في منطقة الساحل، بما في ذلك منطقة بحيرة تشاد، حيث تعمل جماعة "بوكوحرام". ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي عسكري رفيع قوله إن هذه القاعدة تعد "أكبر مشروع بناء للقوى العاملة العسكرية الأمريكية في تاريخ الولاياتالمتحدة"، مشيرا إلى أن التكلفة السنوية لخدمة القاعدة تبلغ 15 مليون دولار. المتحدثة الرسمية باسم قيادة القوات الأمريكية العاملة في أفريقيا "أفريكوم"، سامانثا ريهو، رأت أن القاعدة الجوية الأمريكية الجديدة قرب مدينة أغاديز، ستسهم في زيادة فعالية تبادل المعلومات الاستخباراتية مع دول المنطقة، وستساعد في حل مسائل الأمن الإقليمي على نحو أسرع. إلى ذلك أشار الباحث والخبير في الشؤون الأمنية والاستراتجية بجامعة باريس،الدكتور نبيل نايلي،في مقال تحليلي نشرته اليوم صحيفة "رأي اليوم" اللندنية أن "الوجود العسكري الأمريكي في النيجر توسع نطاقه خلال السنوات الأخيرة ليصل عدد أفراده هناك إلى 800 "يصاحبون" القوات النيجرية! الأمريكيون يقولون أنهم هناك من أجل جمع المعلومات وغيرها من المهام. وطبعا شماعة "داعش" والجماعات المتشدّدة التي تُزرع "تحت الطلب" وأين ومتى شاؤوا في منطقة الساحل بغرب أفريقيا أو غيرها لا تزال سارية المفعول والمسوّغ الرئيس للتغلغل أين ودّوا ما دامت حربهم المستدامة على "إرهاب" مخلّق يضرب في الوقت والمكان اللذان يحدّدان".وتابع الباحث الأكاديمي أنه "لا يشفع، لمتعلّل أومتحجّج ب«وضع إستثنائي"، السكوت على ما يجري وما يعدّ له إستراتيجيو ومخطّطو العسكرية الأمريكية، لأنّ تأجيل البتّ في مسائل بالغة الخطورة تتعلّق بأمننا القومي في لحظات التأسيس الأولى، لمن يعيشون لحظة "انتشاء ثوري"، خيار المستجير من الرمضاء بالنار!".