البلاد - رياض.خ - أقصت الهيئة المسيرة لحزب جبهة التحرير الوطني، ثلاثة مرشحين في ولاية بشار، سعيدة والبيض، كانوا مرشحين لخوض غمار انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، المقررة يوم 29 ديسمبر القادم، وقامت باستبدال المرشحين الممنوعين من الترشح بآخرين حلّوا في الوصافة خلال الانتخابات الأولية التي أشرف عليها أعضاء عن المكتب السياسي للقيادة السابقة برئاسة جمال ولد عباس. وجاءت الردود السريعة لمنسق الهيئة، معاذ بوشارب، في حسم ملفات المرشحين غير الجديرين بدخول "المنافسة الانتخابية" باسم الحزب، من منطلق رفض هذا الأخير منطق التزكيات المشبوهة التي طبعت الانتخابات الأولية، وما رافق ذلك من احتجاجات واسعة من هياكل الحزب، ورسائل منددة بالخيانة وعدم المثول لقوانين الترشح لانتخابات "السينا"، فيما قررت القيادة التنفيذية الجديدة انتظار نتائج الطعن الذي أودعه مرشح الشلف "مكناسي محمد" على مستوى المحكمة الإدارية، على خلفية منعه من الترشح بحجة عدم أهليته القانونية، برغم أن ملف هذا الأخير يخلو من عقوبة سالبة للحرية أو أحكام نهائية ترتبط بجنحة ثابتة في حقه. وفضّل بوشارب، وفق مصادر خاصة، حصلت "البلاد" عليها، الحسم شخصيا في مسألة تعيين مرشحين جدد خلافة للمرشحين الممنوعين عن الترشح، بسبب "مناطق ضغط" أوجدتها بعض التشكيلات المعارضة الراغبة في تقديم "موالين" لها كبدائل عن المشطوبين، في هذه الولايات التي شهدت "سحب بساط" الترشح من بعض الأشخاص الذين تلقوا في البداية تزكيات مشبوهة أو من طالتهم قرارات العدالة بمنعهم من إتمام مشوار السباق على مقعد "السينا". في سياق متصل بالموضوع، يرتقب أن يبرق منسق الهيئة التنفيذية، تعليمة جديدة تحمل رقم 07 للمنتخبين المحليين لإلزامهم بضبط كافة التحضيرات للمعركة الانتخابية القادمة وإلزام الجميع بالوقوف خلف مرشحي الحزب والالتفاف حولهم ومنع أي "خيانة" أو تمرد في صفوف الحزب من شأنه إضعاف "فرسان الحزب". ولفت المصدر، إلى أن التعليمة الجديدة الخاصة بهذا الاستحقاق الذي تعول الأفلان عليه لاستعادة قوته وتصحيح أخطاء الماضي، تعتبر رسالة صريحة للمنتخبين المناوئين الساعين إلى إضعاف موقف الأفلان في هذه المحطة الانتخابية لتعبيد الطريق أمام خصوم سياسيين تقليديين، وهي العقوبة التي ستقع آليا على كل من تثبت في حقه تهمة الترشح خارج الأطر النظامية للحزب، مما يتوجب إقصاؤه تلقائيا من صفوف الحزب العتيد والتنديد بسلوكه غير القانوني في أوساط المناضلين. وتعكس التدابير التي تسعى القيادة الجديدة لاتخاذها تأهبا لهذا الموعد المهم الذي سبق استحقاقات قادمة في غاية الأهمية، نية القيادة في ضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه "الوقوف" ضد مصلحة الأفلان، خاصة في هذه المرحلة الحاسمة في مسيرة الأفلان. وقبل 20 يوما تقريبا عن هذا الموعد الانتخابي، وضع منسق الهيئة المسيرة، معاذ بوشارب، أجندة لزيارات ميدانية إلى المعاقل الرئيسة للحزب، ويتوقع أن تستهدف أكثر من 30 ولاية إعادة غرس المفهوم النضالي للحزب في أذهان المنتخبين ودعواهم إلى ضرورة التحلي بالروح النضالية وتغليب مصلحة الحزب من أجل الحفاظ على ما يتمتع به هذا الأخير من تجذر جماهيري وتدعيما لموقعه القيادي على الساحة السياسية، علاوة على شرح التعليمة الجديدة التي تنص صراحة على منع روائح الخيانة داخل الحزب التي عادة ما فاحت وأهدرت فرص نجاحه في عدد من المحطات الانتخابية. ويوجد الأفلان في حالة استنفار قصوى، من خلال سعيه لتعزيز مواقعه داخل مجلس الأمة بعد خسارته العديد من البلديات في موعد 23 نوفمبر الماضي، حيث يتوقع أن تدخل القيادة قياديين في سباق ماراطوني بالولايات لحشد العدة والعدد، وفوق ذلك للحيلولة دون هروب أصوات منتخبيهما المحليين تحت إغراءات الإدارة وأموال "الشكارة"، بما أن هكذا مواعيد انتخابية غالبا ما تحسمها معطيات منها الشكارة والوعود بمناصب لمنتخبين يغيرون ولاءاتهم في الصباح وفي المساء، بحسب ما تمليه "الأهواء والنزوات الشخصية" وغيرها من امتيازات تسقط أمامها كل معاني الخيانة.