البلاد - بهاء الدين.م / مراسلون - تسببت العاصفة الثلجية التي تضرب أكثر من 20 ولاية، في قطع عدة محاور طرقات وطنية وولائية أمام حركة المرور بكل من وسط وشرق البلاد. وعزلت العاصفة الثلجية قرى ومداشر اضطر سكانها للاستعانة بالجرارات بغرض جلب المؤونة وقارورات الغاز. فيما أعلنت قوات الجيش والدرك الوطني والحماية المدنية، حالة طوارئ قصوى لإغاثة المنكوبين والعالقين. وتسببت حالة الطرقات في وقوع حوادث مرور وتسجيل عدد من القتلى والجرحى. وأفادت وزارة الدفاع الوطني اليوم أنه " تبعا للتقلبات الجوية التي تعرفها المناطق الشمالية للوطن المصحوبة بتساقط كثيف للثلوج. وتنفيذا لتعليمات الفريق نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، تدخلت مفارز للجيش الوطني الشعبي على مستوى المناطق المعزولة لفتح العديد من المسالك والطرق المقطوعة منذ الساعات الأولى بتسخير الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة". وأضافت الوزارة أن "مفارز للجيش الوطني الشعبي تدخلت بكل من ولاية البليدة بمنطقة الشريعة، البويرة على مستوى الجباحية، آيت لعزيز، سوق الخميس وبولاية جيجل، على مستوى خناق الجمعة، بئر الغزالة والكبابة، بفتح الطرقات والمسالك وتقديم المساعدة للمواطنين مما سمح بعودة حركة بالمرور بصفة عادية". من جهتها أكدت مصالح الدرك الوطني أن الاضطرابات الجوية التي شهدتها 9 ولايات وسط وشرق الوطن خلال اليومين الأخيرين، تسببت في قطع حركة المرور عبر 16 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا بسبب التساقط الكثيف للثلوج. وأوضح المصدر إن الولايات التي تأثرت بالاضطرابات الجوية هي تيزي وزو والبويرة والبليدة وبجاية وجيجل وبرج بوعريرج وتبسة وسطيف وميلة، مشيرا إلى أن 16 طريقا وطنيا و15 طريقا ولائيا تظل مقطوعة بسبب تراكم الثلوج بعد تساقطها الكبير خلال ال 48 ساعة الأخيرة.
الثلوج تقطع محاور الطريق السيار شرق غرب عاش المسافرون عبر الطريق السيار شرق غرب في شطره الرابط بين عاصمة الولاية البويرة ومدينة الاخضرية ساعات طويلة تحت رحمة الثلوج التي حاصرتهم وجعلتهم رهن الاعتقال الى غاية تدخل كاسحات الثلوج التي أعادت فتح الطريق من جديد. وحسب تصريح احد المسافرين والذي كان متوجها نحو ولاية سطيف، فقد أكد لنا أن الثلوج التي شهدها منحدر جباحية أجبرتهم على ركن مركباتهم لمدة طويلة، في ظل غياب تام للسلطات المعنية التي لم تتدخل في وقتها المحدد لرفع الحصار عنهم وإطلاق سراحهم. من جهته، أكد لنا رئيس بلدية جباحية أن مصالحهم بمعية قوات الدرك الوطني قامت بفتح هذا الطريق بواسطة كاسحات الثلوج، مشيرا إلى كثافة تساقط الثلوج التي عرقلت عملهم، خاصة وأن أغلب الطرق الفرعية والبلدية كانت هي الأخرى مقطوعة. وشهدت ولاية البويرة موجة برد ليلة الخميس إلى الجمعة، كانت مصحوبة بتساقط كميات معتبرة من الثلوج، لاسيما بالمرتفعات التي يزيد علوها عن 700 متر، وهو الأمر الذي جعل المواطنون يتهافتون على قارورات غاز البوتان التي التهب سعرها ليفوق عتبة 300 دج للقارورة الواحد. وبالرغم من أن مركب تعبئة قارورات الغاز الواقع بواد البردي يشتغل 24/ 24 ساعة من اجل توفير هذه المادة، إلا أن قارورة غاز البوتان أصبحت غير متوفرة عبر محطات نفطال ومحلات الخواص وهو الأمر الذي لقي استياء وتذمر المواطنين الذين طالبوا بضرورة توفيرها، خاصة وأن موجة البرد لا تزال مستمرة. كاسحات الثلوج للوصول إلى مداشر تيزي وزو وفي ولاية تيزي وزو، تسببت التقلبات الجوية التي شهدتها مختلف مناطق ولاية تيزى وزو، خلال اليومين الأخيرين، في شل حركة المرور وعزل بعض المناطق إثر قطع عدة طرق وطنية وولائية، كما تسبب سوء الاحوال الجوية في تعطل مصالح كثير من المواطنين بسبب عرقلة حركة المرور. وحسب مصادر محلية موثوقة، فإن الطريق الوطني رقم 30 قطع على مستوى بلدية بومهدي بتيزي وزو، وبقي مسدودا امام حركة المرور كما قطع الطريق الوطني رقم 33 الرابط بين تيكجدة وتيزي وزو. كما تسببت الثلوج في قطع الطريق الوطني رقم 15 على مستوى فج تيروردة بتيزي وزو. وحسب المصدر نفسه، فإن المصالح المعنية والامنية منها الدرك الوطني والجيش تدخلت من اجل فتح جميع محاور الطرقات التي كانت مقطوعة أمام حركة المرور بفعل تساقط الثلوج التي عرفتها المنطقة ومن جهتها مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية لا تزال مجندة بعين المكان عبر مجمل المحاور المعنية من أجل التدخل السريع وفتح الطرقات لتجنب وقوع حوادث مرور، حيث تم تسخير مختلف الموارد البشرية والمادية الضرورية على غرار كاسحات الثلوج والأملاح من أجل إذابة الجليد والثلوج من أجل تيسير حركة مرور المركبات وتسهيل عملية تموين سكان المناطق النائية وفك العزلة وإسعاف الأشخاص العالقين. من جهتها مصالح الحماية المدنية سجلت أمس وقوع حادث مرور على مستوى الطريق الولائي رقم 147 بمنطقة بترونة التابعة لبلدية تيزى وزو. وحسب مصادر محلية موثوقة، فإن هذا الحادث وقع إثر انحراف مركبة نفعية، ما أسفرعن وفاة فتاة عمرها 20 سنة وإصابة شاب يبلغ من العمر 25 سنة. وتم نقل جثة الضحية الى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزى وزو. فيما تم تحويل الشاب الذي تعرض لجروح الى مصلحة الاستعجالات لتلقي العلاجات اللازمة. حركة مرورية مقطوعة في سطيف كما قطعت معظم الطرقات في شمال ولاية سطيف، منذ الساعات الباكرة، بسبب تراكم الثلوج التي تساقطت بنسب متفاوتة منذ بداية الليل وتدخلت الآليات وكاسحات الثلوج لمديرية الاشغال العمومية لفتح الطرقات، خاصة بالطريق الوطني رقم 9 الرابط بين سطيف وبجاية والطريق الوطني رقم 75 بين بلدية بوعنداس وبجاية وكذا الطريق الوطني رقم 74 في جهة بني ورثيلان، إضافة للطريق الوطني رقم 6 الرابط بين آيت تيزي وبجاية. وفي اتصال مع الرائد كمال طقار بالمجموعة الولائية للدرك بسطيف، أكد أنه تم فتح جميع المسالك، إلا أن حركة السير تتم في بعض النقاط بصعوبة بالغة نظرا لاستمرار تساقط الثلوج المرتقبة بكثافة لغاية غدا الأحد بكامل مناطق ولاية سطيف. الدرك يعلن حالة طوارئ في قرى سكيكدة وفي ولاية سكيكدة، تساقطت كميات كبيرة من الأمطار والثلوج الكثيفة وتحديدا على مستوى الجهة الغربية على غرار بلديات سيوان، طرس، قنواع، أولاد أعطية، الزيتونة وغيرها من المناطق المتواجدة على مستوى جبال المصيف القلي، مما أدى إلى قطع العديد من الطرق البلدية والولائية، على غرار الطريقين الولائيين 132 و7 اللذان يربطا هذه المناطق ببلدية القل وتسبب ذلك في عزل العشرات من العائلات والمواطنين لعدة ساعات. وتدخلت مصالح الأشغال العمومية بالتعاون من السلطات المحلية لبلديتي قنواع وأولاد أعطية وبمرافقة مصالح الدرك الوطني في عدة نقاط لأجل فك العزلة عن المحاصرين وفتح الطريقين أمام حركة المرور وهو ما تواصل لعدة مرات، بسبب تواصل تساقط الثلوج. وبالجهة الجنوبية وتحديدا ببلدية اولاد أحبابة، شهدت هي الأخرى تساقط كميات معتبرة من الثلوج، خاصة المناطق العليا منها كعين سلامات، الملعب، لغرزلة وغيرها، وصولا إلى منطقة برج صباط بولاية قالمة، حيث شلت الحركة على الطريق الولائي رقم 33 وحتى البلدي رقم 21 المؤدي إلى القرى المذكورة قبل تدخل مصالح الأشغال العمومية والسلطات المحلية لبلدية اولاد احبابة لفتح الطريق امام حركة المرور ومن ثمة فرض العزلة على المواطين اللذين حوصروا، بمحاذاة اولاد احبابة وتحديدا بالجنوب الشرقي للولاية اكتست بلدية السبت الحلة البيضاء كمنطقتي البكوش بوطيب وغيرهما، حيث حاصرت الثلوج سكان بعض المشاتي هناك قبل تدخل السلطات المحلية التي عملت على فك الحصار ولو جزئيا. الأمطار تُغرق أحياء بكاملها في عنابة وفي عنابة، تسببت الأمطار المتساقطة في اليومين الماضيين في غرق أحياء بكاملها في المياه، ناهيك عن الطرقات، ما أعاق حركة السير وأحدث اختناقا مروريا في مختلف شوارع المدينة، كما تعذر على العديد من التلاميذ الالتحاق بمدارسهم بسبب تحول أقسامها إلى برك مائية. وتدخلت العناصر ذاتها في العديد من الطرقات التي عرفت فيضانات، خاصة تلك المتواجدة في وسط المدينة وببلديتي البوني والحجار التي امتلأت بالأوحال، حيث تم إزالة الترسبات من قنوات الصرف الصحي ومن على جانبي الطرق الواقعة خارج المدينة. وفي قسنطينة، أدى تساقط الأمطار إلى انحراف سيارتين عن مسارهما واصطدامهما ببعضهما على مستوى منطقة سيلا ببلدية أولاد رحمون عند الطريق الوطني رقم 10، خلف 7 جرحى، توفي أحدهم متأثرا بإصابته. أما الستة الآخرون فقد تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. من جهة أخرى، يشتكي سكان المدينة القديمة من التسربات وتسارع وتيرة التصدعات بسبب الأمطار، معبرين عن مخاوفهم من أية انهيارات مفاجئة، خاصة في تلك المبرمجة للترحيل الاستعجالي قبل نهاية السنة. معاناة بالمناطق الجبلية في خنشلةوبرج بوعريريج عاشت ولاية خنشلة جوا مناخيا مضطربا جراء التساقط الكثيف للثلوج التي غطت المناطق الجبلية والسهبية وأدت إلى محاصرة السكان في الأرياف وقطع الطرق. الثلوج التي وصل سمكها في ظرف نصف ساعة 20 سم بالمدن، وتجاوزت 35 سم في المناطق الجبلية، جعلت الحركة في المناطق الحضرية وشبه الحضرية والريفية مستحلية، في الوقت الذي انقطعت كليا في المناطق الجبلية، ولم يتم تسخير أي آلية لحل الطرقات في هذه المناطق، حيث لم يتمكن المواطنون في الأرياف من العودة إلى منازلهم وكذا التلاميذ من المدارس التي حاصرتها الثلوج. وعرفت برج بوعريريج تساقطا للثلوج عبر مختلف المناطق، وحسب المعلومات الأولية، فإن سمك الثلوج بلغ حوالي 35 سم ببلدية جعافرة، وأكد أحد المنتخبين أن الطريق مقطوع حاليا، كما أكدت مصادر من بلديات حرازة وبن داود أن الثلوج تتساقط بقوة منذ منتصف النهار. علما أن الولاية شهدت في الأيام الثلاثة السابقة تساقط الأمطار في عدة مناطق، خاصة في رأس الوادي.