البلاد - زهية رافع - عزز قرار رئيس الجمهورية بتأجيل الانتخابات الرئاسية التحركات الجارية ضد منسق هيئة التسيير حزب جبهة التحرير الوطني معاذ بوشارب، الذي يواجه تصدعا غير مسبوق في الحزب، وحركات تصحيحية يقودها عدد من أعضاء المكتب السياسي القديم واللجنة المركزية من أجل الإطاحة به مستغلين موجة الحراك الشعبي، وموقف الأفلان الهش من هذه الأحداث والتطورات تزداد التهديدات على عرش معاذ بوشارب يوما بعد يوم. وباتت تحركات الإطاحة به من على رأس أكبر قوة سياسة تقترب أكثر للتجسيد بفعل امتداد موجة الاستقالات المتتالية من الحزب من جهة، وتوسع دائرة المنضمين للحراك الشعبي من مناضلين وأمناء محافظات. من جهة أخرى، حيث يواجه بوشارب تمردا معلنا عنه من قبل العشرات من أمناء المحافظات، وأعضاء بارزين جدا من اللجنة المركزية ومن المكتب السياسي لاسيما بعدما عقد أعضاء بارزون في المكتب السياسي واللجنة المركزية في حزب جبهة التحرير الوطني اجتماعا الأسبوع الماضي لمحاولة الرد على ما وصفوه بسطو مجموعة معاذ بوشارب على حزب جبهة التحرير الوطني وتحضير مؤتمر للحزب بطريقة غير قانونية. معارضو بوشارب ذهبوا بعيدا في انتقاد بوشارب لدرجة وصفه بمنتحل صفة لكون منصبه في الحزب ما زال محل جدل وهو غير مخول باتخاذ القرارات ذات الطابع التنظيمي المهم والتي تحتاج لمشاورة القيادة في الحزب. ولكن المثير للانتباه هو أن الاضطرابات التي يعيشها الحزب تحدث لأول مرة بعيدا عن تأطير ومتابعة الدوائر الرئاسية المنشغلة حاليا بتتبع حراك الشارع وتداعياته والتحديات المنتظرة، أكثر من اهتمامها بشؤون الحزب ما يعني أن بوشارب الذي جيء به بأوامر رئاسية وتحصن بغطاء رئيس الجمهورية للدفاع عن شرعيته بعد "انقلاب أبيض" سيواجه هذا التمرد دون غطاء الأمر الذي قد يعجل برحيله في ظل توسع رقعة الرافضين لسياسته، والمطالبين بالرئاسة على الرغم من أن استقرار الحزب يبقى ضروريا في أجندة السلطة بالنظر لحاجتها له للتحضير للندوة الوطنية وهو ما يجعل إحداث تغيير في رأس الحزب والبحث عن أمين عام جديد للأفلان يحظى بالإجماع ويعمل على إعادة ترتيب الحزب ومنع انهياره تماما، في هذا الظرف الحساس حتمية لا بد منها في الوقت الراهن وضرورة من أجل الذهاب في مشروع الحكومة الجديدة، وكذا التحضير للندوة القادمة ومن المرجح أن تبدأ عملية لملمة الحزب مباشرة بعد إنهاء عملية تشكيل الحكومة. ومن المستبعد للغاية بقاء معاذ بوشارب على رأس الحزب بسبب المقاومة الشديدة التي يبديها قادة الحزب لبقائه الآن.
انسحاب رئيسي المجلس الشعبي الولائي لقسنطينة وتبسة من الأفلان في السياق ذاته أعلن رئيس المجلس الشعبي الولائي لولاية قسنطينة، نذير عميرش، عن انسحابه من حزب جبهة التحرير الوطني، حسبما أفاد به بيان نشره في صفحته الرسمية عير موقع "الفايسبوك". وأوضح عميرش أن انسحابه يأتي على خلفية "الالتزام بمبادئ جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني التاريخيين والخالدين ووفاء لأرواح شهداء الثورة التحريرية وللمجاهدين وشهداء الواجب الوطني".