شل اليوم، الطلبة الجامعيون، كبرى المؤسسات الجامعية عبر مختلف ولايات الوطن، في إطار الحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ شهرين، وتحولت مدرجات الجامعات إلى حلقات توعوية تحت شعار "الوطن قبل الجميع". أغلق الطلبة، منذ الساعات الأولى من صبيحة الأحد، أبواب جامعاتهم بعدما أضربوا عن الدراسة، في سياق الحراك الشعبي الحامل لمطالب التغيير السياسي. حيث أقفلت أبواب جامعة العلوم والتكنولوجيات بباب الزوار بالعاصمة، من قبل الطلبة الذين التفوا حول مداخلها رافعين الرايات الوطنية، كما أغلق طلبة جامعة العفرون بولاية البليدة أبواب الجامعة، فيما أعلن طلبة كلية الطب والجامعة المركزية وجامعة باب الزوار عن بداية إضراب لمدة أسبوع. كما شمل الشلل في قطاع التعليم العالي، جامعات أخرى عبر مختلف مناطق الوطن. كما أغلق طلبة معهد الطيران بالبليدة أبوابهم، رافعين شعارات من قبيل: "لن نسمح لهذا النظام بتجديد نفسه ... رانا حابين التغيير". ولجأ الطلبة، الذين أغلقوا مدرجات الدراسة، إلى تحويلها لحلقات للتوعية تحت شعار "الوطن قبل كل شيء"، يتبادلون من خلالها مختلف الأفكار المرتبطة بالوضع السياسي العام الذي تعيشه البلاد. ويرى مراقبون، أن إضراب الطلبة يعتبر الأكثر تأثيرا، لاسيما من خلال تنظيم ملتقيات لمناقشة الأفكار قصد إيجاد حلول للوضع الراهن سيساعد بشكل كبير على إعطاء الحراك بعدا سياسيا وإعلاميا هاما ويبرز مدى ارتباط النخبة الوطنية بمجتمعها وبباقي القطاعات. وبالنسبة لسيرورة السنة الجامعية، يقول أحد الأساتذة إنه تم تسجيل تأخر كبير في رزنامة الدراسة، خاصة وأن الامتحانات الاستدراكية لم يتم إجرائها بعد، ناهيك عن امتحانات الدروس التطبيقية التي يفترض أن يشرع فيها الطلبة مباشرة بعد العطلة الربيعية. في حين يستبعد محدثنا السنة البيضاء، لكنه يرجح تمديد السنة الدراسية مما يؤدي إلى تقليص كبير في فترة العطلة الصيفية.