أكد الناخب الوطني جمال بلماضي ، أنه يشاهد في كل يوم يمر عليه في الجزائر مدى الأهمية والتأثير الإيجابي للقب الذي أحرزه مع الفريق في بطولة كأس أمم أفريقيا الماضية بمصر منتصف هذا العام. وأشار بلماضي، في حوار أجراه مع موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا): "ندرك أهمية هذا اللقب والإنجاز في كل يوم يمر. عندما أكون في الجزائر أشاهد بوضوح التأثير الإيجابي لهذا اللقب على حياة الناس. لا أجد الكلمات التي أعبر بها عن سعادتي لما قدمته إلى مواطني بلادي". وتابع: "منذ اللحظة الأولى لتولي المسؤولية ، شعرت برغبة جميع اللاعبين في تقديم هذا اللقب إلى جماهيرهم". وتولى بلماضي تدريب الفريق في أوت 2018 عندما كان الفريق يعاني من سوء العروض والنتائج لكنه قاده ببراعة إلى حصد اللقب القاري عن جدارة. ورغم حالة التشاؤم التي سيطرت على الفريق وجماهيره بعد الغياب عن كأس العالم 2018 بروسيا ، لم يترد بلماضي في الكشف عن هدفه في أول مؤتمر صحفي له بعد تولي المسؤولية حيث أكد أنه يسعى للفوز باللقب الأفريقي. ومع تحقيق حلم الملايين من عشاق الكرة الجزائرية ، أصبح بلماضي بمثابة "سبيشيال وان" الكرة الأفريقية وهو نفس اللقب الذي يتمتع به المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو على مستوى أوروبا والعالم. وعن السر وراء تفاؤله في بداية تولي المسؤولية على عكس نغمة التشاؤم السائدة لدى الجميع في ذلك الوقت، قال بلماضي: "كان علينا أن نبعث برسالة إيجابية إلى اللاعبين وأن نشحذ هممهم وروحهم التنافسية خلال وضع أهدافنا للمرحلة التالية". وواصل: "أعتقد أن خوض مسابقة لاحتلال مركز جيد وخوض المسابقة للفوز باللقب أمران مختلفان تماما. أشكر الله لأننا أنجزنا ما حددناه لأنفسنا من هدف في البداية". وعن اللحظة التي تيقن فيها بأن اللقب سيكون من نصيب الجزائر، أضاف: "حسنا، لم نشعر أبدا بضمان الفوز قبل خوض أي من مبارياتنا". وزاد: "لكن مع تقدم فعاليات البطولة وتغلبنا على عدة عقبات صعبة، شعرنا بأننا نقترب من تحقيق الهدف الذي حددناه لأنفسنا. وفي الوقت نفسه كنا نعمل على تدعيم معنويات اللاعبين والاستعداد بجدية للمباراة التالية من أجل تحقيق الفوز". ولدى سؤاله عن أصعب مباراة واجهها بكأس أفريقيا في مصر، أجاب: "كل المباريات كانت صعبة رغم أن لقاء كوت ديفوار أصابنا بالإجهاد. وفزنا فيه بعد الاحتكام لركلات الترجيح. وكانت هناك أيضا مواجهة المنتخب النيجيري والتي حسمت بركلة حرة رائعة سجلها رياض محرز في الوقت بدل الضائع". وعلق بلماضي على أداء محرز في البطولة قائلا: "لعب دور القائد بإتقان وروعة. كان عضوا مؤثرا للغاية في صفوف الفريق كما كان مهما للغاية في بناء الهجمات. هز الشباك وكان حاضرا دائما في أصعب اللحظات. ما شاهدناه مان نجمنا يستحق كل الإشادة". وأضاف: "ورغم هذا، سطع اللاعبون الآخرون أيضا مثل إسماعيل بن ناصر وجمال بن العمري وعيسى ماندي ورايس مبولحي ويوسف بلايلي وبغداد بونجاح، دون أن ننسى باقي اللاعبين". وأردف: "الجميع كانوا ينتظرون مشاهدة محرز في مواجهة السنغالي ساديو ماني والمصري محمد صلاح. وكان رياض حاضرا في الوقت الذي يحتاجه إليه الفريق كما كان على قدر التوقعات". وعن كيفية قيادته الفريق للخروج من دوامة النتائج السيئة قبل توليه المسؤولية إلى الفوز باللقب الأفريقي بعد شهور قليلة من بداية عمله، قال بلماضي: "كانت هناك العديد من الأمور التي حرصنا عليها ولكن الأهم كان تصحيح الظروف الذهنية والفنية والخططية لدى اللاعبين. حاولنا أيضا توصيل بعض المفاهيم للاعبين". وعن اختياره إلى جوار مدربين مثل الألماني يورجن كلوب مدرب ليفربول الإنجليزي والإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي الإنجليزي في قائمة المدربين ال10 المرشحين لجائزة أفضل مدرب في العالم لعام 2019 ، أضاف: "من الرائع أن تكون في القائمة خاصة إلى جانب أسماء رائعة في عالم التدريب أعتبرها نموذجا يحتذى بفضل ما يمتلكونه من أفكار وفلسفة تدريبية". وأردف: "لكنني في نفس الوقت أعتبر أن التواجد في القائمة هو ثمرة عمل الطاقم التدريب بأكمله وكذلك اللاعبين". وتحدث بلماضي عن الاستعدادات لتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم القادمة: "هدفنا الأول الآن هو بلوغ نهائيات كأس العالم 2022 بقطر. التصفيات ستكون صعبة وطويلة ولكن علينا أن نتحمل تبعات ومسؤوليات الفوز باللقب الأفريقي، وعلينا أن نكافح لبلوغ المونديال". وواصل: "ما من شك في أن التصفيات ستشهد بعض الصعوبات والأحداث الغريبة. وعلينا أن نعتاد هذه الظروف حتى نحقق النتائج الجيدة". وأشار بلماضي إلى أن فريقه يجب أن يتعلم الدرس من المنتخب الكاميروني قبل خوض تصفيات المونديال حيث فاز الأخير بلقب كأس أمم أفريقيا 2017 لكنه فشل بعد ذلك في التأهل لمونديال 2018، كما ظهر بمستوى متواضع في كأس أفريقيا بمصر. وألمح بلماضي إلى أن النتائج تتراجع أحيانا بعد الفوز بالألقاب الكبيرة. وعما إذا كان هدفه الآن هو الوصول فقط لمونديال 2022 أم أن لديه طموحات أكبر في البطولة قال: "بلوغ نهائيات كأس العالم ليس أمرا سهلا. ولكنا سنبذل قصارى جهدنا إذا بلغنا كأس العالم لأننا لن نخوض البطولة من أجل المشاركة فحسب". وختم: "لكن علينا أولا أن نواصل انتصاراتنا حتى نظل ضمن المنتخبات الأفريقية الخمسة الأولى بالقارة في تصنيف الفيفا وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لنا من أجل التصنيف في قرعة التصفيات".