الرئيس تبون يؤدي اليمين الدستورية قبل نهاية الأسبوع البلاد - زهية رافع - مع بداية العد التنازلي لترسيم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون واعتلائه كرسي المرادية بعد أداء اليمين الدستورية، تتجه الأنظار نحو مصير حكومة بدوي والمرتقب رحيلها وفق الأعراف الدستورية. لكن السؤال المطروح هو توقيت رحيلها، وهوية المغادرين لقصر الدكتور سعدان، وهل ستكون من حكومة بدوي طاقم في حسابات الرئيس الجديد، وهو الذي تعهد بضخ دماء جديدة، وتحقيق تقارب مع الحراك الشعبي المطالب بتنحية تركة النظام السابق. وصلت حكومة بدوي التي دخلت الجهاز التنفيذي بشكل ظرفي في عباءة حكومة تصريف الأعمال لكنها نجحت في تثبيت أقدامها في قصر الدكتور سعدان لأزيد من 9 أشهر إلى مفترق الطرق، وبات رحيلها من الحكومة تحصيل حاصل بعد مقاومة الضربات والهجمات التي طالتها منذ انطلاق الحراك الشعبي. وكل التسريبات التي تحدث عن رحيل هذه الحكومة التي ظل رحيلها على رأس المطالب المرفوعة على مدار 10 أشهر من عمر الحراك. وما يعجل من فرضية رحيل هذه الحكومة هو أجندة الرئيس الجديد التي تتطلب التخلص من هذه الحكومة في أقرب الآجال من اجل تعبيد الطريق امام جولات الحوار المرتقبة مع فعاليات الحراك الشعبي من جهة، وتحقيق حكومة توافقية تكنوقراطية تماشيا مع الوعود التي أطلقها، ومع المرحلة السياسية الجديدة التي تحتم عليه تجاوز التركة القديمة، والبحث عن حكومة كفاءات تكون توافقية ومقبولة بما يساهم في إنجاح برنامجه الرئاسي لاسيما أنه يعتزم تعديل الدستور وقانون الانتخابات مما يحتم عليه تأمين هذا الطريق عبر خيارات مدورسة بشكل جيد. ورغم أن رحيل الحكومة يعد مطلبا استعجاليا لكن من المرجح أن يتريث الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، ويمنحها بعض الوقت إلى حين إعداد قائمة مضبوطة وفق التحديات المنتظرة، وبذلك سيتفادي عنصر الاستعجال في تشكيلتها. ومن المرتقب ان يلتقي عبد المجيد تبون بعد أداء اليمين الدستورية وتسلم السلطة نهاية هذا الأسبوع، الوزير الأول الحالي نور الدين بدوي لبحث ترتيبات تقديم استقالة نور الدين بدوي، مع احتمال تمديد عمر الحكومة الحالية إلى غاية تشكيل الرئيس عبد المجيد تبون حكومة جديدة. وهو ما قد يستغرق وقتا قبل الإعلان رسميا عن تشكيل الحكومة الجديدة، بالإضافة إلى تحضير عرض تقني ومالي تقدمه حكومة نور الدين بدوي للرئيس بن صالح حول الأوضاع المالية للدولة ووضعية مشاريع كبرى وأمور أخرى. ومع اقتراب ساعة الحقيقة وقرب الرحيل هناك من الوزراء من يتطلع إليها على اعتبار ثقل المهمة التي تسلموها وما واجهوه من انتقادات ومنهم من هو متيقين من رحيله، فإنه من المؤكد أن عددا كبيرا من كتيبة نور الدين بدوي يستشعرون قرار رحيلهم قريبا، ولا يملكون حظوظا في حكومة عبد المجيد تبون خاصة أن منهم أسماء محسوبة على النظام السابق. لوزراء في حكومة بدوي حظوظ في البقاء فيما يتواجد البعض من الوزراء في وضعية ترقب ويبحثون عن البقاء في حكومة ما بعد الانتخابات الرئاسية بالاعتماد على رصيدهم وأدائهم خلال هذه الفترة التي تقلدوا فيها المسؤولية، لاسيما أن عددا من الوزراء كثفوا في الأشهر الأخيرة نشاطاتهم بشكل مثير للانتباه، إذ تتصدر تصريحاتهم الصحف اليومية الجزائرية وقنوات التلفزيون التي تزدحم بأخبار زياراتهم اليومية للولايات والاجتماعات. هذا النشاط غير الطبيعي للوزراء يقودنا إلى استنتاج رغبتهم في بناء مجد شخصي ويسعون إلى البقاء في المناصب خاصة أن كلا من رئيس الدولة سابقا عبد القادر بن صالح وكذا قائد الأركان كانوا قد أثنوا على جهود هذه الحكومة وثمنوا ما قامت به وهو ما قد يشفع لهم البقاء عند الرئيس عبد المجيد تبون.