البلاد.نت- حكيمة ذهبي- أعلنت الحكومة الفرنسية، فتح الأرشيف الخاص بمفقودي الثورة التحريرية، حسب مرسوم صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية الفرنسية. وحسب المرسوم، الذي تناقلته وسائل إعلام فرنسية اليوم الأربعاء، والذي نشر يوم الأحد، فقد سمحت الحكومة الفرنسية بالاطلاع على عدد من ملفات الأرشيف المتعلقة بمفقودي الثورة التحريرية (1954-1962)، ويتيح المرسوم حرية نقل ملفات مرتبطة بمفقودي الحرب، والذي ظل محفوظا ومتكتما عليه في الأرشيف الوطني الفرنسي. وقد تم إنشاء هذه الملفات من قبل "هيئة حماية الحقوق والحريات الفردية" الفرنسية، التي أنشأها "غي موليت" في ماي 1957 ، وكانت مهمتها التحقيق في واقع القمع العسكري ووجود التعذيب والاختفاء الذي مارسه الاحتلال الفرنسي ضد الجزائريين خلال الثورة التحريرية. ويعتبر ملف الأرشيف، أحد أبرز الملفات التي اشترطت الجزائر على الطرف الفرنسي، الجدية فيها، من أجل استئناف المفاوضات حول الذاكرة، التي تم توقيفها سابقا. وأعلن وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، بمناسبة الاحتفالات المخلدة ليوم الشهيد، إن المفاوضات قد تم توقيفها بسبب انعدام الجدية لدى الطرف الفرنسي، موضحا أن الحكومة الجزائرية بعد الانتخابات الرئاسية التي أجريت شهر ديسمبر الماضي، وضعت أربع ملفات رئيسية استجابة للمطلب الشعبي، يتم التفاوض عليها، وهي الملفات المتعلقة بمفقودي حرب التحرير الوطني، تعويض ضحايا التجارب النوورية واسترجاع الأرشيف الوطني واستعادة جماجم شهداء المقاومة الشعبي ومدفع بابا مرزوق، مؤكدا أنها ملفات لا تسقط بالتقادم ويعرفها العام والخاص. وذكرت وسائل إعلام فرنسية، تناولت الخبر، أن هذا المرسوم الجديد من شأنه إعطاء دفع في ملف الذاكرة، حيث ذكرت جريدة "لوباريزيان" المقربة من دوائر صناعة القرار في فرنسا، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان قد أعرب منذ بداية عهدته الرئاسية، عن استعداده لفتح ملف الذاكرة ومعالجة كل "الجراح التي تثقل المجتمع الفرنسي تجاه الجزائر". مذكّرة بأن ماكرون، قامت برد الاعتبار للحركى الذين خدموا الجيش الفرنسي وتم التخلي عنهم في ظروف تراجيدية، كما أنه رد الاعتبار للمناضل "موريس أودان" المفقود سنة 1957، واعترف أنه قتل تحت التعذيب من قبل النظام الفرنسي الذي كان يحتل الجزائر. وذكرت ذات الصحيفة، أنه في سبتمبر 2018، التزم ماكرون بضمان التحاور حول ملف الأرشيف المتعلق بالاختفاء القسري للمفقودين المدنيين والعسكريين خلال الحرب مع الجزائر. ونقلت "لوباريزيان" تصريحا للمؤرخ الفرنسي المهتم بملف الذاكرة، بنجامين ستورا، قال فيه إن "فتح هذه المحفوظات سيسمح بتعميق معرفتنا بهذه الفترة لأنه لا تزال هناك العديد من الأساطير حول الحرب الجزائرية".