أعلنت "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب" في مالي،مساء أمس الأول، تعيين وزير الدفاع الأسبق باه نداو، رئيسا انتقاليا للبلاد. وسيتولى نداو، الرئاسة العملية الانتقالية في مالي، كما قررت الهيئة تعيين زعيم "اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب" أسيمي غويتا نائبا له. و بالمقابل أجمعت الشخصيات والمسؤولين الماليين الذين التقى بهم وزير الشؤون الخارجية ، صبري بوقادوم ،في السلطة الحالية والمعارضة بمختلف أطيافها عن رضاهم على دور الجزائر واهتمامها الخاص بدولة مالي الجارة، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها، مشيدين بالجهود من أجل ضمان العودة إلى النظام الدستوري. و يرى مراقبون أن " التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية في مالي لا سيما الإعلان عن تعيين شخصية مدنية ممثلة في وزير الدفاع السابق لقيادة الفترة الانتقالية وتعيين وزير أول لاحقا، تأتي تتويجا لجهود الجزائر لا سيما الزيارة الثانية التي قام بها وزير الشؤون الخارجية السيد صبري بوقدوم يوم 20 سبتمبر لهذا البلد الجار"، و سمحت اللقاءات المكثفة التي أجراها مع كبار المسؤولين في اللجنة الوطنية لإنقاذ الشعب وعدة الشخصيات مالية بعرض الموقف الجزائري بخصوص الأزمة في مالي وضرورة الحفاظ على استقراره من خلال مرحلة انتقالية هادئة وسلسة ستسمح بعودة النظام الدستوري بما يحقق تطلعات الشعب المالي. و كان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد أكد أول أمس، خلال الندوة اللقاء مع الصحافة الوطنية بخصوص الأزمة في مالي، أن الجزائر تتابع عن كثب ما يجري في هذا البلد، وتتواصل معها بشكل مستمر، معربا عن أمله في "أن تكون الفترة الانتقالية مقلصة إلى أدنى حد وأن يكون على رأس الدولة شخصية مدنية حتى نشارك في إيجاد الحل بهذه الدولة". وأضاف في هذا الجانب "أن الجزائر لم تتحادث ولم تتشاور مع أي طرف دولي خارجي بخصوص هذه المسألة"، مؤكدا "أن 90 بالمائة من الحل المالي جزائري ونؤكد أنه ليس هناك حل بشمال مالي سوى بالرجوع إلى الاتفاق الذي احتضنته الجزائر وكذا الشرعية الدستورية بهذا البلد". من جانبه، كان وزير الشؤون الخارجية صبري بوقادوم قد أجرى قبل يومين، بباماكو سلسلة من المحادثات مع عدة فاعلين ماليين دارت أساسا حول الوضع في مالي، حيث تحادث مع الوزير الأول السابق لجمهورية مالي سومايلو بوباي مايغا وكذا الذهبي ولد سيدي محمد الوزير السابق ورئيس اللجنة المكلفة بنزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج لاتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر وأيضا سيدي إبراهيم ولد سيداتي رئيس وفد تنسيقية حركات الأزواد بلجنة متابعة اتفاق الجزائر التي ترأسها الجزائر". كما تحادث بوقادوم مع "فاعلين سياسيين ماليين آخرين لاسيما الإمام محمود ديكو قائد حركة أم5 ورئيس حزب "التوافق من أجل تطوير مالي" حسيني أميون غيندو".وقد أشاد الفاعلون الماليون ب"دور الجزائر في المنطقة وبالتزامها الثابت إزاء مالي وشعبها وأعربوا عن تقديرهم للتضامن الفاعل الذي لطالما أبدته الجزائر إزاء هذا البلد الشقيق والجار".