تسابق الجزائر، على غرار الكثير من الدول، الزمن لطرق باب تطعيم مواطنيها ضد وباء ورونا، بتأمين حصتها من لقاحات الفيروس،. وتقيدا بتعليمات وزارة الصحة، أعلنت المصالح الصحية في ربوع الوطن، عن حملة مكثفة تقوم على توفير الظروف الفنية واللوجستية للتخزين وتوفير درجات الحفظ اللازمة للقاح، التي تبلغ نحو 70 درجة مئوية تحت الصفر، المقرر الشروع في اقتنائه مجرد افصاح منظمة الصحة العالمية عن نوع اللقاح الفعال. ووفق معطيات رسمية، فإن كل المصالح الصحية، تلقت تعليمات صارمة بتاريخ 2 ديسمبر الجاري لضبط كامل حجرات التبريد والتحرك الجاد لأجل توفير ما بين 3 الى 5 مواقع تستوفى الشروط الضرورية لحفظ اللقاح، كون أن مكاتب الأطباء والصيدليات والمخابر العمومية والخاصة لا تحتوي على حجرات تجميد ذات درجات حرارة منخفضة لتلك الدرجة، وهو ما يوفر الحل في مواقع تخزين وصفها مختصون في الطب الوقائي ب"سلسلة تبريد" لإبقاء اللقاح في درجة حرارة مناسبة، لأن لقاحات كوفيد 19 "فايزر" على سبيل المثال، الذي أثبت فعاليته بنسبة 90 بالمائة، سيذوب اذا تعرض للهواء الطلق لمدة 5 دقائق. وتسمح هذه المواقع التي طلبتها وزارة الصحة من مديريات القطاع في ولايات الجمهورية، بتأمين طاقة تخزين تزيد عن 1 مليون لقاح وهي طاقة ملائمة تمنح فرصة التلقيح المناسب. في هذا السياق، كشف رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة لولاية وهران، الدكتور يوسف بخاري، عن أن عاصمة الغرب الجزائري جهزت 4 مواقع تخزين تقع بالمستشفى الجامعي أول نوفمبر بايسطو وأخر بالمستشفى الجامعي د بن زرجب وأخر بمستشفى مجبر تامي بعين الترك وأخر بمستشفى بلاطو، هذه البنية التحتية لها قدرة استيعابية بتخزين اللقاح ومخصصة لتبريد الأدوية وتتوفر على صناديق خاصة تتحكم في درجة الحرارة وضمن سلامة شروط التخزين. وقال المتحدث، أن هذه التجهيزات الحديثة التي اقتنتها الدولة في عدد من مستفشيات الوطن، لا يمكن أن تفتح إلا مرتين في اليوم، بالإضافة إلى توافرها على ثلج جاف يصنع تحت درجة برودة خاصة. كما أعلنت المصالح الصحية في مستغانم، تلمسان، الشلف، البليدة، سطيف وقسنطينة، عن توظيف مستشفيات الأمراض العقلية في هذه العملية التي ستكون "أضخم عملية تلقيح منظمة " تشهدها الجزائر لكبح انتشار فيروس كورونا. وبحسب ما ذكره يوسف بخاري، فان هناك ولايات وفرت مواقع تخزين لحفظ اللقاح والتي يمكن أن تصل تتراوح استيعابها بين 1 الى 1.5 مليون جرعة، على أن تستفيد كل ولاية من حصص إضافية كلما احتاجت إلى ذلك. ويضيف محدثنا، أن الجرعات الأولى من اللقاح الموعود ستعطى للمواطنين الأكثر عرضة للخطر، وفي أعلى القائمة العاملون في القطاع الصحي والأمن والتعليم، والمعرضين لخطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا، مثل كبار السن، من بين أوائل الذين يتلقون التطعيم.