البلاد.نت/رياض.خ- دفع الارتفاع الواسع للسلالات الجديدة البريطانية والنيجرية موازاة عودة انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، السلطات الجزائرية، إلى إشراك جمعيات وفعاليات المجتمع المدني وأئمة المساجد في المساهمة في توعية المواطنين بالأهمية القصوى لاحترام الإجراءات الوقائية التي أقرتها السلطات والالتزام بها وتوقي "فيروس" التراخي، الذي أعاد انتشار كورونا من جديد في ربوع الوطن، لاسيما تصاعد حالات السلالة البريطانية إلى مؤشر مقلق للغاية، بعد تسجيل وفيات وإصابات لافتة في كل من وهران، تيارت، تلمسان، قسنطينة وسطيف. فبالرغم من الظروف الاستثنائية التي تعاني منها عدة ولايات في تراب الجمهورية وبالتحديد المدن الكبرى على غرار الجزائر العاصمة، البليدية ووهران، في مجابهة جائحة كورونا،التي استدعت من السلطات تمديد فترة الحجر الصحي لمدة أخرى وإقرار إعادة فتح مصالح كوفيد 19، على أن لا تقتصر على المستشفيات فقط، نظرا لتزايد عدد حالات الإصابة، من بينها حتى تلك التي تتعلق بالفيروس المتغير للسلالة البريطانية والنيجيرية، إلا أن العديد من المواطنين لم يعيروا ذلك أي اهتمام، وظل الاستهتار سائدا بقوة لاسيما في عربات الترام والحافلات وجل المرافق الخدماتية وحتى محلات بيع المواد الغذائية، الحلويات والمختصة في بيع الألبسة التي تعرف إقبالا عليها هذه الفترة من قبل العائلات، التي ترغب في شراء ملابس العيد لأبنائهم، والتي لا تفرض على الزبائن ارتداء الكمامات أو منع قياس الملابس، ونفس الأمر بالنسبة للمقاهي التي تعج بدورها بالزبائن بعد الإفطار، الأمر الذي دفع ولاة الوطن إلى دعوة أئمة المساجد بالانخراط في العمل التعبوي وتنظيم دروس توعية قبيل موعد صلاة التراويح، لأهمية أماكن العبادة على المستويين الاجتماعي والثقافي على وظيفتها الأصلية كأماكن لتعلم الفضائل والعبادات والتعليم الشرعي. وبحسب تصريحات إمام مسجد الرحمة في وهران، فان أئمة المساجد تلقوا نداءات لبذل المزيد من الجهود التواصلية لتوعية المواطنين بخطورة عودة الفيروس في الانتشار وسبل الوقاية منه ودعوة المصلين لاحترام كل التدابير التي اتخذتها الحكومة لتفويت الفرصة على عودة الجزائر إلى النقطة الصفر، بدليل أن هناك تقارير يومية تصل مديريات الصحة تثير مخاوف جدية بسبب تصاعد البؤر الوبائية ومخاوف الأطر الطبية من تجدد مظاهر الإنهاك والاحتراق الوظيفي التي حاصرت هذه الأطقم في الشهور الماضية. ويشكو عدة أئمة في الأيام الأخيرة، عدة صعوبات وضغوطات في التعامل مع المصلين من أجل فرض التدابير الوقائية بالمساجد في صلاة التراويح على وجه التحديد، حيث يمتنع العديد من المصلين عن ارتداء الكمامات وآخرون يعزفون عن جلب سجاد الصلاة الخاصة بهم، والبعض يهتدي إلى تكفير "التباعد" من منطلقات دينية خاطئة، وبالرغم من قلة الأعوان والمنظمين، غير أنهم دخلوا بقوة في الأيام الأخيرة على الخط مع تعليمات الحكومة، بإعادة تذكير المواطنين باحترام التعليمات الصادرة لمواجهة موجة ثالثة لفيروس كورونا وإلزامية الامتثال للتدابير الاحترازية التي فرضتها الجزائر لمنع تفشي البؤر الوبائية لفيروس كورونا مع توعيتهم بضرورة توخي الحيطة والحذر والامتثال لقواعد السلامة الصحية لاسيما التباعد الجسدي وارتداء الكمامات واستعمال المعقمات، في كامل المواقع العمومية بما فيها أماكن العبادة، من أجل تجنب خطر العدوى، وتلقى الأئمة توجيهات صحية لمخاطبة المصلين بشأن خطر العدوى من الفيروس وبالأخص السلالات المتغيرة التي تنتشر بقوة في الجزائر، بأن الأشخاص المصابين بفيروس "كورونا" قد لا تظهر عليهم أية أعراض، ما يسبب في نقل العدوى دون شعور إلى أشخاص آخرين، مع حث الجزائريين على نفسها الإقبال على مراكز التلقيح، من أجل الرجوع إلى الحياة الطبيعية.