يوصي المختصون في قطاع الصحة، جموعَ المصلين الذين سيؤمّون ابتداء من اليوم، العديد من دور العبادة، وكذا المصطافين قاصدي الشواطئ، بالالتزام بالقواعد الوقائية اللازمة لتفادي انتشار فيروس كورونا المستجد، وتعقّد الوضعية الوبائية من جديد، لا سيما أن فاتورة المصابين والضحايا لاتزال مرتفعة، معتبرين عودة الخدمات إلى هذه المرافق، اختبارا لقياس درجة وعي المواطنين ومساهمتهم في تجاوز أزمة كورونا. بعد أن استبشر المواطنون خيرا بعودة النشاطات والخدمات من أسابيع، ها هي بيوت الله تُفتح من جديد، ويُسمح بارتياد الشواطئ للسباحة والاستجمام، لكن هذه التسهيلات، حسب المختصين، ستكون "اختبارا حقيقيا" لأفراد المجتمع، لمعرفة مدى امتثالهم للتدابير الوقائية، ومساهمتهم في تضييق دائرة الوباء، الذي أخلط كل الأوراق. كما يدعو المختصون المسؤولين عن تطبيق القواعد الصحية، إلى تكثيف عمليات مراقبة المرافق المذكورة، والاستمرار في تقديم النصائح سواء للمصلين أو المصطافين، ومرافقة المكلفين بتسيير المساجد والشواطئ، لمساعدتهم على محاربة مختلف الظواهر والتصرفات التي تزيد في فاتورة المصابين. وحسب رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة بولاية الجزائر الدكتور بوجمعة آيت أوراس، فإن على القائمين على تسيير المساجد أن يفرضوا تطبيق القواعد الموصى بها، وذلك بتحديد أماكن وضع السجادات التي يجب أن يحضرها المصلي معه، مع وضع الكمامة، وأن يكون مع المصلي محلول مطهر، أو يتم توفيره من طرف القائمين على المساجد. كما يجب أن يتفادى رواد بيوت العبادة، المصافحة والتقبيل؛ لأن ذلك من بين أهم أسباب الاحتكاك ونقل الفيروس من شخص إلى آخر. وحذّر الدكتور آيت أوراس من استعمال المكيفات الهوائية والمروحات بالمساجد، لكونها تعمل على نشر الفيروس. أما بالنسبة للمصطافين فقد أكد المختصون على ضرورة التباعد الاجتماعي بين العائلات، وترك مسافة متر ونصف متر بين الشمسيات، التي عادة ما يعمد بعض المصطافين إلى رصها والتقريب بينها، وأن يقوم المكلفون بتسيير الشواطئ بفرض كل التدابير الوقائية على مرتادي الشواطئ، وتقديم النصائح لهم، وتبليغ مصالح الأمن المتواجدة بالشاطئ عن كل التصرفات المخلة بالنظام العام والقواعد الصحية. ومن جهتها، تنصح رئيسة مصلحة علم الأوبئة والطب الوقائي بمستشفى سليم زميرلي بالحراش، الدكتورة كنزة زبوج، جموع المواطنين بالالتزام بقواعد النظافة، مثلما هي الحال في كل الأماكن العامة، واحترام التباعد، وارتداء الكمامات، وحمل المطهر، داعية المصطافين إلى اتخاذ الاحتياطات بالنسبة للإطعام، وعدم استعمال نفس الأوعية في الأكل والشرب. وتفضِّل محدثتنا أن يأخذ المصطافون طعامهم معهم، وأن يتأكدوا عند شراء وجباتهم، أن المحلات تحترم القواعد الصحية. كما توصي محدثتنا المصلين بإحضار أكياس بلاستيكية لوضع أحذيتهم، التي يمكن أن تنقل الفيروس. ويؤكد المختصون أن هذه الفترة الممتدة بين 15 و31 أوت الجاري، ستكون محطة فاصلة وامتحانا كبيرا لمعرفة مدى وعي المواطنين، وتؤسس لمواصلة التسهيلات في خدمات أخرى، أو العودة إلى نقطة الصفر، وهي الوضعية غير المريحة التي لا يحبذها لا المواطن ولا القائمون على تحسين الواقع الصحي.