كشفت التحقيقات مع متهم بالإرهاب تم توقيفه مؤخرا عن مراسلات بينه وبين موقع ''منتدى رشاد'' المصنف ضمن مواقع المنظمات الإرهابية، حرض من خلالها على قتل ضباط الجيش وذوي الرتب السامية الذين قادوا مكافحة الإرهاب خلال العشرية السوداء. المتهم وخلال مثوله أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، صرح أنه ثأتر بما يروج الموقع المذكور على شبكة الأنترنت. وجاء في فحوى الرسالة التي ضبطتها مصالح الأمن عبر الموقع يتهم فيها ضباط الجيش ويحرض على اغتيالهم...س إن كنتم تخشون الله فافعلوا شيئا من الخير، ثم بعد ذلك أدوا مناسك الحج وعودوا إلى الطريق المستقيم..''. وأضاف ''أطلب منكم أن تقتلوا كل العسكريين من ذوي الرتب السامية الملطخة أيديهم''.. هذا هو مضمون الرسالة التي قامت القاضية بقراءتها على المتهم خلال الاستجواب وطلبت منه تفسير محتواها، حيث صرح المتهم (ب.م.ن) أنه مولع بالدخول إلى المواقع الالكترونية الخاصة بما يحدث في الجزائر، وأن الفضول دفعه إلى زيارة هذا الموقع، حيث شاهد عرض أشرطة فيديو مختلفة، عن قتل مواطنين، وأعوان الأمن الوطني والدرك، إضافة إلى شريط اغتيال الرئيس الراحل محمد بوضياف. القاضية تقاطعه، من هم الأشخاص الذين شاهدتهم يرتكبون تلك المجازر؟ يرد المتهم: أشخاص يرتدون الزي العسكري. القاضية: وهل يعني هذا أنهم عسكريون المتهم: تأثرت كثيرا بالأحداث التي كانت تعرضها أشرطة الفيديو خاصة وأنها كانت تروج أن المتورطين فيها هم ضباط من الجيش القاضية: تقاطعه من جديد: أستغرب كيف تلجأ لهؤلاء المتقاعدين في الجيش لأجل قتل المتورطين حسبك في تلك المجازر من الضباط، دون أن تعرف إن كان منهم المتورطون فعلا؟ المتهم: طلبت منهم أن يقتلوا من تورطوا في تلك المجازر ولم أفكر في ما سيحدث من وراء تلك الرسالة القاضية: وماهي علاقتك بالتنظيمات الإرهابية؟ يرد المتهم : بأنه ليس له أي علاقة أو ميولات إرهابية تقاطعه القاضية: مصالح الأمن الوطني عند انطلاق التحقيقات الأولية، وجدت الرسالة متداولة في موقع ''منتدى رشاد'' التابعة لإحدى المنظمات الإرهابية، ماتفسيرك لذلك؟ المتهم : لم أقم ببعث رسالة الكترونية لهذا الموقع، ولم يسبق لي وأن دخلت مواقع إرهابية، ولكن القاضية ترد عليه، بأنه عند التحقيق الأولي معه، أكد لهم أنه قام بإرسال رسالتين الكترونيتين من مقهى للانترنت بالأبيار بتاريخ جوان 2008، إلى الموقعين المعنيين، وأنه معتاد على زيارة المواقع الخاصة بالجماعات الإرهابية التي تبث صورا عن جرائمها في مختلف مناطق الجزائر، إضافة الى في محاولة منها لإبراز قدرتها على الجهاد والاستمرار، وأنه كان منذ 2009، يقوم بزيارة هذه المواقع، كما تأثر كثيرا بها، لدرجة حدوث خلاف مع والده، الذي قام بقطع الانترنت من المنزل بسبب التكاليف الباهضة، الأمر الذي جعله يقوم بإرسال الرسالة، عبر مقهى للانترنت، وأن فكرة الرسالة، جاءت بعد أن تكونت لديه رغبة في الانتقام من ضباط الجيش ، وقام بعد ذلك بفتح علبة الكترونية عبر موقع الياهو، لأجل التواصل مع الموقعين المعنيين بما في ذلك موقع ''منتدى الرشد''، حيث أرسل الرسالة عبر علبته الالكترونية، حيث وجدت مصالح الأمن العسكري الرسالة متداولة في الموقعين، وقامت بإجراء البحث والتحري، ليتم إيقاف المتهم عبر الحدود مع ليبيا، حينما كان يهم بمغادرة التراب الوطني باتجاه ليبيا. المتهم أكد خلال الجلسة أن سفره الى ليبيا كان بغية إيجاد منصب عمل خاصة وأنه يبلغ من العمر 29 سنة. كما سافر إلى عدة بلدان عربية منها السعودية وسوريا وبعض بلدان الخليج، وهو ماجعل القاضية تستفسر عن اختياره للبلدان العربية بدل أوروبا، المتهم أكد أن سفره كان لأجل العمل كمرشد سياحي وفقط، ونفى من جديد انتماءه لأي منظمة إرهابية أو الإشادة بالأعمال الإرهابية. أما ممثل الحق العام وخلال مداخلته، فقد اعتبر أن المتهم فعلا قام بتحرير رسالة تحريضية وإرسالها إلى ''منظمة الرشاد''، وركز على أن هناك عبارات تحريضية ضد الضباط . وقد اعترف المتهم أنه فعلا حرر رسالة الكترونية، فيما أنكر ميولاته الإرهابية، وأنه أرسلها من باب الفضول، وثبت التهمة المذكورة في حق المتهم بكل أركانها ليلتمس عقوبة 7 سنوات سجنا نافذا في حقه، قبل أن تقر هيئة محكمة الجنايات أدانت المتهم ب18 شهرا سجنا نافذا