عبرت الجزائر عن استيائها من تصريحات عائشة القذافي ابنة العقيد الليبي الفار، على قناة ”الرأي” السورية بخصوص الوضع في بلادها· ووصف وزير الخارجية مراد مدلسي تلك التصريحات في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية من نيويورك ب”غير المقبولة”، مؤكدا أنه سيتم اتخاذ إجراءات حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات· وأشار مدلسي إلى أنه تمت مباشرة مساع يوم السبت لدى مجلس الأمن من أجل التعبير عن موقف الحكومة الجزائرية من دون الكشف عن طبيعة هذه المساعي· وأوضح مدلسي المتواجد حاليا بنيويورك في إطار الدورة ال66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قائلا: ”بلغني التصريح الذي أدلت به عائشة القذافي لقناة (الرأي) الفضائية ولا يسعني سوى أن أعبر عن دهشتي أمام مثل هذا التصريح الصادر عن سيدة استقبلتها الجزائر مع باقي أفراد عائلتها لدواع إنسانية والذي يتعارض مع واجباتها تجاه البلد الذي استقبلها”· وأضاف ”أصر على القول إن هذه الخرجة غير مقبولة بالنسبة إلينا وسيتم اتخاذ قرارات حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات في المستقبل”· وأكد مدلسي التزام الجزائر بالعمل مع السلطات الليبية الجديدة من أجل إعادة إعمار بلدها وتعزيز العلاقة بين البلدين، واصفا تصريحات عائشة القذافي بالمؤسفة· وكانت الجزائر قد استضافت زوجة معمر القذافي صفية وابنته عائشة ونجليه حنبعل ومحمد مرفوقين بأطفالهم، كانوا قد دخلوا التراب الجزائري في 29 أوت الماضي، وتم استقبالهم لاعتبارات إنسانية محضة، كما صرح بذلك مسبقا عدد من المسؤولين في الدولة على رأسهم الوزير الأول أحمد أويحيى، وتم تبليغ هذا الخبر للأمين العام الأممي ورئيس مجلس الأمن والأمين العام للمجلس الوطني الانتقالي الليبي محمود جبريل· وتسربت معلومات إثرها بمنع الجزائر عائلة القذافي من الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام المحلية أو الأجنبية· وأفاد مصدر من الخارجية ل”البلاد” بأن تصريحات ابنة القذافي كادت تضع علاقات الجزائر بالمجلس الانتقالي الليبي على المحك خاصة أن الجزائر أخطرت الأممالمتحدة بأن استقبالها لعائلة القذافي كان لدواعٍ إنسانية· وجاءت تصريحات مدلسي عشية إعلان الجزائر اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي وعبرت خلالها عن إرادتها في العمل ”بشكل وثيق” مع السلطات الليبية الجديدة ”بغية إرساء” قواعد تعاون ثنائي مثمر بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين· ولدى توضيحه مسعى الجزائر الذي أفضى إلى هذا القرار، أكد مدلسي أن موقف الجزائر كان قائما من جهة على ”الانسجام مع موقف الاتحاد الإفريقي”، ومن جهة أخرى على ”التزام المجلس الوطني الانتقالي بتعزيز وحدة الشعب الليبي التي تعد بالتأكيد الهدف الأكثر أهمية”·