باشرت مصالح الأمن المشتركة، مطلع الأسبوع الجاري، عملية تمشيط واسعة النطاق لمرتفعات الجهة الشرقية للوطن خاصة على محور الذرعان وصولا إلى أدغال غابات سكيكدة وجيجل. وذكرت مصادر أمنية مطلعة أن القوات العسكرية المدعمة بعناصر من الكومندوس التي استنجد بها من ثكنة القوات الخاصة ببسكرة تواصل مداهمة معاقل بقايا الجماعة السلفية التي حولت تسميتها إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعدما انتهت المروحيات الحربية مؤخرا من إطلاقها قنابل على عدد من المواقع التي كانت تختبئ فيها جماعة أبو معاذ التي تضم أزيد من أربعين إرهابيا ينشطون على المحور الجغرافي المذكور. ورجحت مصادر متابعة أن تكون العملية الجارية مرتبطة آليا بتداعيات التفجيرات الثلاثة التي وقعت بولاية تبسة مخلفة مقتل 6 أشخاص وإصابة أربعة آخرين. وقال مصدر أمني لالبلاد إن هذا التحرك على صلة بعملية روتينية دأبت قوات الجيش على القيام بها لمكافحة فلول الإرهاب بالمنطقة وإن تكثفت على مقربة من الانتخابات الرئاسية لتأمين إجرائها في أجواء هادئة ومستقرة، ملمحا إلى وجود مخطط أمني خاص بهذا الموعد. وعملت البلاد من مصادر متطابقة أن استدعاءات وجهتها قيادات المنطقة لإشراك قوات من الحرس البلدي وعناصر من الشرطة القضائية في هذه العملية. وكانت مصادر متابعة للملف الأمني بعنابة قد أشارت إلى نجاح مصالح الأمن في الآونة الأخيرة في تفكيك جماعة دعم وإسناد وتجنيد إرهابيين ببلدية سيدي قاسي بولاية الطارف واسترجاع أسلحة وشرائح هاتفية مجهولة الهوية كانت معدة لتنفيذ هجمات انتحارية. وهي التطورات التي قد تكون وراء توجيه العقيد علي تونسي مؤخرا تعليمة إلى كل مصالح أمن ولاية عنابة تدعوهم إلى بذل مزيد من المجهودات وتكثيف اليقظة لإحباط أي عملية إرهابية تستهدف المدينة. وعلى الصعيد نفسه أشارت المصادر ذاتها إلى تمكن قوات الأمن المشتركة في ظرف وجير من تحرير عدة قرى بالبلديات المعزولة بمرتفاعات الإيدوغ في عنابة على غرار قريتي الرمانات وعين بربر من مخالب الإرهابيين وإعادة فتح ثكنة الحرس البلدي التي كانت مغلقة لعدة سنوات. كما نجحت في التوغل داخل عدة قرى أخرى بمناطق متاسعة وبوقشابية اللتين هجرهما سكانهما منذ سنوات خوفا من المجازر التي اقترفها هؤلاء الدمويون وراح ضحيتها أزيد من عشرين مواطنا وبالأخص حادثة اغتيال رعايا روس. وقالت المصادر إن القصف الدقيق الأخير للمروحيات الحربية مكن من تدمير القناة الأرضية التي كانت تستعمل من طرف الإرهابية للتحرك ونقل المؤونة والعتاد بحرية من وإلى عين بربر، وهذا من أجل قطع الطريق أمامهم ومنع هروبهم من هذه القناة باتجاه الميناء أثناء عملية المداهمة النهائية.وتابعت المصادر أن قوات الأمن تحاصر حاليا مجموعة من العناصر في انتظار إشارة القيادة العليا للجيش لمداهمة الموقع الذي تتمركز فيه بوادي العنب