ماتزال سلسلة العمليات العسكرية التي باشرتها قوات الأمن المشتركة منذ الأسبوع الفارط والتي تعززت بعناصر إضافية من ولايات أخرى عبر الوطن، متواصلة بمرتفعات منطقة القبائل، التي قنبلت باستعمال مروحيات حربية من نوع الهيليكوبتر عن طريق قصف جوي مكثف امتد الى غاية المناطق الساحلية لتيزي وزو، وصولا إلى أقصى شرق ولاية بومرداس وكذا البويرة. وقالت ل "الفجر" مصادر متتبعة للشأن الأمني بمنطقة القبائل أن هناك سيطرة محكمة من طرف قوات الجيش التي تمكنت مساء أول أمس من تدمير العديد من المخابئ والكازمات كانت تتخذها الجماعات المسلحة على مستوى مرتفعات واقنون وبالضبط بمنطقة أقاوج، التي يرجح أن تكون قد تضم عناصر إرهابية هربت من الجهة الجنوبية لتيزي وزو المحاصرة بوحدات عسكرية، الى جانب تطويق العديد من المنافذ والممرات الرئيسية المؤدية الى أعالي سيدي نعمان، التي تعتبر من المعاقل الهامة لأتباع دروكدال الموزعين أساسا على الشريط الرابط هذه الاخيرة ببرج سيباو، وصولا الى قرية حلوفة المنتمية الى منطقة بغلية بولاية بومرداس. وقد نقل شهود عيان وجود تحركات مشبوهة منذ ليلة أول أمس لأشخاص بحوزتهم رشاشات من نوع كلاشينكوف، لكن لم يتسن لهم الاطلاع على ملامحهم لشدة الظلام وهم الذين لم يقوموا بمهاجمة السكان الذين كانوا يتابعون تحركاتهم بحذر الى غاية انصرافهم في هدوء. وحسب شهادتهم دائما فإنه ليست هذه المرة الاولى التي يخرجون فيها علانية لأن هناك الكثير من التجار ممن تلقوا تحذيرات لتصفيتهم في حال عدم تدعيمهم لهذه العناصر المسلحة في حال حاجتها للمواد الغذائية، خاصة وأن مصادر مطلعة أكدت وجود أطفال صغار يعيشون في الجبال منذ سنوات رفقة أمهاتهم القابعات في الأدغال. وقد مكن التطويق الامني المكثف الذي جاء بعد التفجيرات الاخيرة من محاصرة ما لايقل عن 20 إرهابيا داخل أدغال تيزي وزو التي ماتزال تقنبل بالمروحيات العسكرية الى غاية أمس السبت ورغم أنه لم يتم الاعلان عن حصيلة هذه العمليات، إلا أن مصادر موثوقة لم تستبعد عن وجود إصابات في صفوف الجماعات المسلحة التي رفضت الخروج لمواجهة عناصر الامن. هذا في الوقت الذي أافادت مصادر أخرى، وجود تحركات مشبوهة لحوالي 7 عناصر إرهابية تستعد الدخول الى المدينةالجديدة بتيزي وزو وهو ما يستدعي تكثيف الحراسة الامنية لاسيما انطلاقا من المحور الجنوبي المؤدي الى عاصمة الولاية والطريق العابر لمنطقة بني دوالة.