أعد المتحف الوطني للفنون والتقاليد الشعبية المعروف ب”دار خداوج العمياء” الواقع بحي ”القصبة” في العاصمة، دليلا بتقنية ”البراي” باللغتين العربية والفرنسية موجه للمكفوفين لتمكينهم من الاطلاع على الجانب التاريخي والمعماري للقصر ومحتويات المتحف· ويضم هذا الدليل، وهو الأول من نوعه عربيا، لمحة تاريخية عن قصر”خداوج العمياء” المعروف أيضا باسم ”دار البكري”، كما يقدم معلومات عن الطراز العمراني للقصر· ويضم أيضا مخطط الطابق الأرضي للقصر ووصفا دقيقا ل”السقيفة”، وهي عبارة عن رواق طويل ذو سقف مقبب خاص بالبيوت التي بنيت في العهد العثماني وتميزه الأقواس الجدارية المجوفة والأعمدة· ويقدم هذا الدليل معلومات عن أجنحة أخرى والطابقين الأول والثاني، ووصفا لصحن البيت أو ”وسط الدار”، بالإضافة إلى نبذة عن الغرف· ويتضمن الدليل معلومات عن مقتنيات المتحف من تحف تقليدية تشهد على تقدم ورقي المهن والحرف اليدوية في الجزائر مثل الحلي وصناعة النحاس والخشب المنحوت والأزياء التقليدية والزرابي، ونماذجا عن بعض الحرف التي أبدعتها أنامل المرأة العاصمية في مجال الخياطة والطرز·
وأوضح مسؤولو المتحف أنه تم إنجاز 1000 نسخة من هذا الدليل؛ وذلك بمساهمة ديوان المنشورات التابع لمدرسة المكفوفين بمنطقة ”العاشور” في العاصمة، ووزعت أعداد منه لحد الآن على تلاميذ المدارس وأرسلت أخرى لدور الشباب في مختلف الولايات لتمكين المكفوفين من الاستفادة منها· من ناحية أخرى، ينتظر، حسب القائمين على المتحف، أن يستقبل قصر ”خداوج العمياء” قريبا تلاميذ مدرسة ”العاشور” لزيارته والتعرف عن قرب على محتوياته، بينما أنجز الدليل وفق نموذج الدليل الخاص بالأطفال، وذلك تحت عنوان ”المتحف بأيدي الأطفال” حتى يتسنى الجميع الاطلاع على تاريخ وتراث الجزائر· وبإمكان الأطفال المكفوفين أيضا المشاركة على غرار الأطفال الآخرين في مسابقة الرسم وقراءة الحكايات التي اعتاد المتحف تنظيمها في الفاتح جوان من كل سنة بمناسبة العيد العالمي للطفولة، وذلك بعد تطوير تقنية ”البراي” لتشمل الرسم أيضا·