قال حمادي الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية التونسية، إن ردود الفعل والتعليقات التي تناولت ما ورد في كلمته عن الخلافة الراشدة استندت إلى عملية اختزال لنص الخطاب بحذف جملة منه، وإخراجها من سياقها وتحميلها غير المعنى الذي قصده، مما أحدث لبسا بشأن مدلولات هذه الجملة· وأوضح أن ”استعارة كلمة الخلافة الراشدة المقصود منه الاستلهام القيمي لتراثنا السياسي وحضارة المجتمع التونسي الذي ننتمي إليه ونعتز به والمشبع بمبادئ العدل والصدق والحرية والأمانة”، مؤكدا تمسك الحركة بخيار النظام الجمهوري الديمقراطي، وذلك في رد على الضجة السياسية التي أثارتها تلميحاته إلى ”الخلافة الراشدة السادسة”· وقال الجبالي في تصريحات أوردتها قناة ”الجزيرة” عبر موقعها، أن حركة النهضة تنتهج خيار النظام الجمهوري الديمقراطي في الحكم السياسي الذي يستمد شرعيته الوحيدة من الشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة تحترم الحريات والحقوق والتداول السلمي للسلطة، مضيفا أن حركته ستعمل على تكريس ذلك خيارا لا رجعة فيه في الدستور المقبل استجابة لمبادئ الثورة وتطلعات الشعب التونسي نحو بناء مجتمع ديمقراطي تعددي ومدني· وأثار استخدام حمادي الجبالي لعبارة الخلافة الراشدة ردود فعل غاضبة في الأوساط السياسية في تونس دفعت حزب التكتل من أجل العمل والحريات برئاسة مصطفى بن جعفر إلى تعليق مشاركته في لجان العمل الثلاث، بين النهضة والتكتل والمؤتمر من أجل الجمهورية، للإعداد لعمل الحكومة المقبلة والمجلس التأسيسي· من ناحية أخرى، اعتبر سمير بن عمر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية أن الأمين العام لحركة النهضة أخطأ عندما استعمل مصطلح الخلافة في قراءته لمستقبل الأوضاع في تونس وفي المنطقة العربية، مشيرا إلى تمسك حزبه بالدولة المدنية· وتتواصل المشاورات بشأن مناصب المرحلة الانتقالية الجديدة التي تنطلق الأسبوع القادم مع أولى جلسات المجلس الوطني التأسيسي في ال 22 نوفمبر الجاري، ولم يبد أي طرف سياسي رئيسي في تونس اعتراضه على مقترح النهضة تعيين الجبالي رئيسا للوزراء·