تعد غابة ديكارت ببلدية دالي إبراهيم واحدة من الفضائات الطبيعية الهامة، لكنها وللأسف الشديد تعاني من الإهمال وعدم الاستغلال الذي يمكنها من استقطاب الزوار إليها، فهي حديقة تفتقر لأدنى شروط الراحة والأمن، ناهيك عن الجريمة التي تتعرض لها أشجار هذه الغابة من طرف أعداء الطبيعة والبيئة· وتحولت غابة ديكارت بدالي إبراهيم في السنوات الأخيرة إلى موقع غير مرغوب فيه من طرف الزائرين بعدما فقدت الغابة كل ظروف الراحة والاطمئنان التي كانت توفرها في سنوات ماضية عندما كانت هذه الغابة مقصدا للزوار الجزائريين وحتى الأجانب·
ولعل من أبرز الأسباب التي أدت إلى تدهور أوضاع هذا الموقع الطبيعي البيئي الهام هو الإهمال الكبير الذي تعاني منه، الأمر الذي نفر عشاق الطبيعة منها، خاصة من حيث الأمن والنظافة، ما دفع بالزائرين إلى الهروب من غابة ديكارات والبحث عن أماكن أخرى أكثر راحة ونظافة وأمان، تقول السيدة فاطمة التي كانت رفقة حفيديها· كما تعرضت أشجار غابة ديكارت على مدار العشرية الأخيرة إلى مجزرة كبرى من طرف أعداء الطبيعة، خاصة بعض الأشجار النادرة التي تعرضت للقص من إجل استعمالها لأغراض أخرى، وهذا ما أدى إلى تقلص المساحة الغابية على مستوى غابة ديكارت، حيث يرجع كل هذا إلى غياب الأمن والرقابة بالحديقة·
من جانب أخرى، فإن غابة ديكارت أصبحت مكانا مفضلا للمجانين والمدمنين على المخدرات والخمر ليلا، وهذا كله تتحمل مسؤوليته السلطات المحلية لبلدية دالي إبراهيم وكذلك وزارة البيئة، بسبب التماطل في إطلاق مشروع تهيئة حديقة ديكارت وحمايتها من الاحتضار·
وكانت بلدية دالي إبراهيم قد وعدت بتهيئة الحديقة من خلال تعزيز الأمن والنظافة، وخاصة إعادة تشجير الحديقة من اجل إنقاذ بعض النباتات والأشجار النادرة، حيث كشف في هذا الإطار أحد نواب المجلس الشعبي البلدي عن تخصيص مبلغ ملياري سنتيم لتهيئة الغابة، حيث سيتم إنجاز حظيرة للسيارات بسعة 500 سيارة وتعزيز الأمن والحراسة وخلق فضاءات للعب الأطفال، لكن كل هذا ظل مجرد وعود من طرف بلدية دالي إبراهيم، لتبقى غابة ديكارت تعاني إلى غاية أن يأتي الفرج·