وقّع المخرج الجزائري العربي بن شيحة مساء أول أمس، افتتاح أيام الفيلم الملتزم بقاعة ”السينماتيك” بالعاصمة من خلال عرض فيلمه التاريخي ”الجزائر·· ديغول والقنبلة”· ويكشف الفيلم الوثائقي الذي دام 52 دقيقة، وأنتج سنة ,2010 شقا من أسرار تفجير أول قنبلة ذرية ببلدة ”الحمودية” في صحراء ”رفان” الجزائرية، حيث بلغت قوة هذه الجريمة التفجيرية حدود 70 كيلو طنا، أي أشد بأربع مرات ما شهدته قنبلة ”هيروشيما”· ورغم تسبب التفجير في مقتل 24 ألف شخص، بالإضافة إلى آثاره الكارثية بيئيا وصحيا، لاتزال فصول ومشاهد عديدة مما اصطلح عليه آنذاك ب”اليربوع الأزرق”، دفينة رغم مرور أزيد من نصف قرن· وهنا اختار العربي بن شيحة الرجوع إلى ما حدث في ال 13 فيفري 1960 عند الساعة السابعة وأربع دقائق صباحا بالتوقيت المحلي، وذلك بلسان شهود أحياء وبما توفر من وثائق أرشيفية متناثرة· وينقل الفيلم عن الخبير الفرنسي ”رولاند ديبورد” قوله إن بلاده نفذت ”اليربوع الأزرق” رغم معارضة ثلاث قوى نووية ”الولايات المتحدة الاتحاد السوفياتي وبريطانيا”، في حين صمم الرئيس الفرنسي ”شارل ديغول” على الذهاب إلى أبعد حد في مغامرته النووية مدفوعا بهلوسته لامتلاك القنبلة الذرية بأي ثمن، وحجز مقعد في النادي الضيق للقوى النووية ولو على حساب أرواح الأبرياء· وذكر شهود عيان لايزالون أحياء أنه مند أول تفجير نووي لم يروا خيرا، إذ تفاقمت الأمراض والوفيات دون أعراض مرضية معروفة· كما تضمن الفيلم الوثائقي شهادات لوجوه تاريخية جزائرية على غرار رضا مالك ومحمد حربي اللذين تحدثا عن تعمد الجانب الفرنسي إخفاء كل الأرشيف المتعلق بفترة التجارب النووية بين 1960 و1966 بما فيها التقارير الطبية حول الوضعية الصحية لضحايا التفجيرات· وفي السياق ذاته، قال مخرج العمل عقب عرض الفيلم، إنه يطمح من خلال أفلامه لشرح بعض ”الاختلالات” التاريخية والسياسية والاجتماعية التي قد تصبح أحداثا عادية إن لم يتم معالجتها وتسليط الضوء عليها· وبخصوص ”الفيلم الملتزم”، أوضح بن شيحة أنه فن فرض نفسه ويلعب دورا هاما في كشف مختلف المجالات وتفسيرها للرأي العام خصوصا منها الإقصاء الاجتماعي ولبيئة والمساواة بين الجنسين· وعمل العربي بن شيحة المتخرج من ”جامعة بوزونسون”، قسم الفلسفة، كصحفي في تلفزيون” فرانس 3 واست”، كما قام بإنجاز 12 شريطا وثائقيا حول مواضيع اجتماعية كالإقصاء الاجتماعي وثقافة ”الهيب هوب” والصراع الإسرائيلي الفلسطيني·
من ناحية أخرى، يعد الفيلم الوثائقي ”الجزائر·· ديغول والقنبلة” ثاني شريط ضمن ثلاثية كان عنوان الجزء الأول منها ”ريح الرمال·· صحراء التجارب النووية”، فيما يبقى الشريط الثالث قيد الإنجاز· وتعرض قاعة متحف السينما ”سينماتيك” في إطار تظاهرة ”أيام الفيلم الملتزم” التي تتواصل إلى غاية الخامس من الشهر الجاري، 18 فيلما من بينها ”كوماندت” و”شخصية غير مرغوب فيها” للمخرج ”أوليفر ستون” و”نهاية الفقر” ل”فيليب دياز” و”ناميبيا” ل”شارل بونات” و”إيوادور” ل”جاك سارازان”، بالإضافة إلى ”الأرض المفقودة” ل”إيف واندويرد”· كما سيخصص ”عرضين مركزين” للسينما الفلسطينية تقدم فيها أفلام قصيرة كلها من إخراج نساء تطرح مواضيع ملتزمة·