تحول الملتقى الدولي الذي نظمته جمعية ”الجاحظية” نهاية الأسبوع، حول الروائي الراحل الطاهر وطار، إلى فضيحة بكل المقاييس، بعد تغيير مكان التنظيم بشكل مفاجئ من ”قاعة سيرا ميسترا” بالعاصمة التي طلب من المشاركين إخلاؤها فورا، إلى مقر الجمعية بسبب ”عدم حصول المنظمين على ترخيص بتنظيم الملتقى من مصالح ولاية الجزائر”، ما جعل الضيوف العرب والأجانب يضطرون إلى السير على الأقدام نحو ”الجاحظية”· ووقع المنظمون في حرج شديد أمام هذا الوضع، حيث منع تغيير القاعة بهذا الشكل المفاجئ، تنظيم الملتقى وفق البرنامج الذي سطر له، خصوصا أن مقر ”الجاحظية” لا يتوفر على إمكانيات لعرض فيلم وثائقي حول وطار تمت برمجته في يوم الافتتاح، بينما استمرت باقي ”النشاطات” في المركز الثقافي ”عز الدين مجوبي” في العاصمة· وفي الأثناء، تحدث المشاركون في افتتاح الملتقى عن ”مناقب” الطاهر وطار في مختلف فترات حياته، حيث عرج رئيس جمعية ”الجاحظية” محمد تين في كلمة له، على حياة صاحب رواية ”اللاز”، وذلك بداية بفترة الخمسينيات، ومع بداية اتساع المد التحرري والنضال من أجل استقلال المستعمرات وكسر الاستبداد في مختلف أرجاء المعمورة، وخاصة في المغرب العربي الذي شهد استقلال تونس والمغرب وظهور حركات التحرر الوطني وبروز زعماء أمثال ”ماو تسيتونغ” وجمال عبد الناصر و”جوزيف بروز تيتو” و”غاندي” و”تشي غيفارا” وجورج حبش”· وقال المتحدث إن هذا ”الزخم”، أثر بصورة فعالة في فترة شباب الطاهر وطار، وأوقد فيه شعلة النضال ضد الاستبداد والظلم وترجمها في كتاباته للقصة القصيرة والمسرح ثم الرواية، وحتى في مذكراته التي حملت عنوان ”أراه·· الحزب وحيد الخلية”· وفي السياق ذاته، أشار تين إلى أن تبني الطاهر وطار للأفكار الحديثة لم يمنعه من التشبث بالتراث الشعبي، وأن ثقافته العربية لم تنسه أمازيغيته، معرجا بعدها على جانب الصحفي في شخصية وطار، حيث أصدر في تونس جريدة ”العامل الجزائري”، لتتم مصادرتها فيما بعد من طرف السلطات التونسية لأسباب سياسية، لينتقل بعدها للكتابة في بعض الصحف التونسية· أما بعد الاستقلال فأصدر صحيفتين هما ”التحرير” و”الجماهير”، ليواصل مسيرته بإشرافه على الملحق الثقافي لجريدة ”الشعب”، ويصبح عام 1990 مديرا عاما للإذاعة الوطنية· من ناحية أخرى، أوضح الدكتور نجيب العوفي من المغرب، أن الطاهر وطار اسم كبير مبدع وقامة ثقافية وأدبية في الجزائر والعالم العربي ككل، فيما تناول الدكتور عبد المجيد الربيعي جانبا آخر في شخصية الروائي، وهي ”شجاعته الأدبية”، فقال إن ما يكتب عن الراحل لا يكفي ليحيط بقيمته، فهو مبدع شجاع في مواقفه، ومؤمن بما يريد قوله، ما يستحق الاحترام والتقدير، على حد تعبيره·