غاب المثقفون عن الذكرى الأولى لرحيل الروائي الراحل الطاهر وطار، ولم يحضر للتأبينية التي نظمتها جمعية الجاحظية، سهرة أول أمس، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالجزائر العاصمة، سوى نفر منهم. اعتبر الرئيس الجديد للجاحظية، الدكتور محمد التين، أن الجمعية تبقى تعمل وفق شعار ''لا إكراه في الرأي''، وسوف تُبقي أبوابها مفتوحة على جميع المثقفين من مختلف الفعاليات والتيارات. وأوضح التين خلال الكلمة التي ألقاها بالمناسبة، أن الجاحظية سوف تحتفظ باستقلاليتها، ولن تنساق وراء أي تيار سياسي أو أيديولوجي. كما سيعمل المكتب الجديد للجمعية على الاحتفاظ بالمكاسب التي تحققت في عهد الطاهر وطار، على غرار نشر مجلة ''التبيين'' وتنظيم المسابقة المغاربية للشعر، وكذا جائزة الهاشمي سعيداني للرواية. وذكر الدكتور التين أن الجمعية تشرع ابتداء من أكتوبر القادم في تنظيم الملتقى الدولي حول الطاهر وطار، يناقش هذا العام العالم الروائي لصاحب ''الزلزال''، على أن يتناول في طبعاته القادمة قضايا متعلقة بعالم الإبداع والرواية. وكشف المتحدث أن وطار أنشأ في تونس صحيفة ''العامل الجزائري''، خلال حرب التحرير، إلا أن السلطات التونسية قامت بمصادرة الجريدة، بعد أن ظهر منها ثلاثة أعداد فقط. وأرجع التين أسباب صدور قرار التوقيف، إلى مواقف وطار المتأثرة بالمد العربي الاشتراكي الذي كان يقوده الرئيس المصري جمال عبد الناصر، واتهام الجريدة بالعمل على الترويج لأفكار صالح بن يوسف باعتباره كان معارضا لتوجهات الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة. ومن جهته، تحدث السيناتور محمد بوعزارة عن علاقته بالطاهر وطار، ووصفه بالمثقف الذي ''لا يكن الحقد والضغينة لأي أحد مهما اختلف معه''. وانصب النقاش الذي دار بين العدد القليل من المثقفين الذين ارتأؤا عدم نسيان وطار، وجاءوا إلى المركز الثقافي عز الدين مجوبي عند حدود منتصف الليل، وبقوا إلى غاية الثانية صباحا، حول حضور صاحب ''اللاز'' وغيابه عن الساحة الثقافية.