اعتبرت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون، أن نجاحات التيار الإسلامي في الانتخابات التي عرفتها تونس مصر والغرب لم تكن لتتأتى حسبها لولا الإمبريالية الأمريكية· وأكدت حنون أن أمريكا قد فرضت على منطقتي المغرب والمشرق العربيين أن تستلهم من النموذج الإسلامي التركي· وقالت في افتتاح مؤتمر الطوارئ الدولي المنعقد أمس بفندق السفير بالعاصمة ”لقد صرنا وكأننا أمام عملية سحرية ليستقر هذا الاتجاه السياسي تقصد النموذج الإسلامي التركي في عدة بلدان في المنطقة بمباركة حكومتي الولاياتالمتحدةالأمريكية وفرنسا على وجه الخصوص”· وقدمت حنون خلال المؤتمر الذي حضرته وفود أجنبية، خطابا مختلفا عما تسوقه للرأي العام الداخلي حيال مسار الإصلاحات السياسية الذي تقول بشأنه إنه أفرغ من محتواه· كما أن حنون ترسم واقعا ”سوداويا” في الجانب الاجتماعي والاقتصادي، لكنها أمام ضيوفها قالت ”لقد انطلقت الجزائر اليوم في مرحلة إعادة البناء الديمقراطي بصفة مكثفة وهي تسجل منذ مطلع السنة ديناميكية اجتماعية مطلبية منقطعة النظير اعتمادا على الوسائل السلمية الديمقراطية”· ومن الصور الإيجابية التي قدمتها حنون للحضور ”انتهاج سياسة اجتماعية واقتصادية معاكسة لسياسات التقشف القاتلة المطبقة في أوروبا حاليا وأمريكا لخدمة مصالح البنوك والمؤسسات الخاصة”· وخلصت حنون إلى أنه بفضل السياسيات والإجراءات المتخذة ومنها تصحيح التوجه الاقتصادي واعتماد قاعدة 49 51- في عقود الشراكة ورفض الجزائر إقامة قاعدة ”أفريكوم” في دول الجوار، كلها جلعتنا مستهدفين بخطر التدخل الأجنبي”· وعرجت حنون على صور التدخل الأجنبي في عدد من دول العالم، ولكنها وقفت بشيء من التفصيل عند السودان والصومال العراق وليبيا، وعن هذه الأخيرة أكدت أن استهدافها لم يكن اعتباطيا ولكن لأسباب ذكرت منها غناها بالثروات، واستفادة الشركات من إعمار ليبيا، وسهولة تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الكبير اعتمادا على النظام القبلي الذي تتميز به التركيبة الاجتماعية الليبية، وحذرت من خطورة الوضع على دول الجوار ومنها الجزائر جراء انتشار السلاح وقدمت رقم 100 ألف كلاشينكوف و15 ألف صاروخ أرض جو· كما قللت حنون من فكرة الثورات الشعبية، ولمحت إلى أنها ”مصطنعة” قائلة ”التدخل الأجنبي يشمل التلاعب بالانتفاضات الشعبية وتوجيهها حتى لا تهدد الوضع القائم للمصالح الإمبريالية”·