أبى الرئيس المدير العام للشركة الرياضية لمولودية قسنطينة والعضو الفعال في الرابطة الوطنية لكرة القدم ورئيس لجنة التفكير بمستقبل الاحتراف في الجزائر، إلا أن يستقبلنا بمكتبه الشخصي بحي المنظر الجميل لمدة 6 ساعات كاملة، كشف فيها الكثير من الأمور التي تخص تسيير فريق مولودية قسنطينة بالإضافة إلى الكواليس الحصرية والخاصة بالرابطة الوطنية المحترفة، بالإضافة إلى مشروع الاحتراف، متطرقا للعديد من القضايا الرياضية المحلية والوطنية كاشفا النقاب عن العديد من الفضائح خاصة، وتحدث الرجل بكل عفوية ل ”البلاد”· بداية نرحب بك عبر صفحات ”البلاد” ونريد أن نبدأ معك بسؤال تقليدي وهو كيف كان دخولك عالم الساحرة المستديرة؟ أولا وقبل كل شيء، مرحبا بكم في مكتبي الشخصي وأشكر جريدة ”البلاد” على هذه الالتفاتة الطيبة، كما أعلمكم أنني كنت من قراء الحوار الخاص الذي أجريتموه مع الرئيس السابق لمجلس إدارة جمعية الخروب والذي فعلا صنع الحدث· أما عن دخولي عالم الكرة فقد كنت أعشق الموك منذ صغري بحكم أنني ورثت هذه الخصلة من الوالد الكريم عبد الحميد الذي كان في فترة الاستقلال أمين المال بالفريق، ومن الأعضاء الناشطين الذين ساهموا في عودة الفريق بعد الاستقلال، وأريد هنا أن أقص عليكم حكاية طريفة جدا قصها علي الوالد الكريم آنذاك، حيث ومباشرة بعد الاستقلال طلب العقيد صالح بوبنيدر والمعروف ب ”صوت العرب” والذي كان يملك الرتبة العسكرية نفسها التي تقلدها العقيد الرئيس الراحل هواري بومدين في جيش التحرير، من مسيري ”السياسي” حاليا والموك في ذلك الوقت أن يتحدوا ويؤسسوا فريقا واحدا خاصا بقسنطينة، إلا أن أحد مسيري السنافير آنذاك قال ”لا صوت العرب ولا صوت العالم، نحن لنا فريقنا وهم لهم فريقهم”، لذلك لم تنجح فكرة فريق واحد بقسنطينة وفي 1987 أصبحت الموك تحت اسم ستء بمعنى مولودية معاهد قسنطينة· أما عن بدايتي فقد كانت في سنة 1996 فهي البداية الفعلية لي كرئيس للفريق، رغم أنني كنت قبلها أي خلال1991 و1993 نائبا للرئيس السابق والراحل ديابي، وعندما ذهب هذا الأخير إلى مدينة وهران لارتباطات مهنية حيث كان يعمل في البنك، خلفته كرئيس للنادي لمدة عام ونصف تقريبا ومن بعدها أتى دميغة وتسلم مقاليد الرئاسة· الكل يعلم أنك تركت الفريق للرئيس السابق دميغة وكانت وقتها ”الموك” في القسم الثاني هل هذا صحيح؟ بالتأكيد لا أنكر هذا، فدميغة استطاع بعدها أن يكون فريقا منسجما واستطاع أن يحقق معه الصعود إلي البطولة الوطنية الأولى في تاريخ الموك وهذا شرف لنا جميعا· المهم نحن من سلم دميغة الرئاسة حتى فترة مغادرته للفريق في السنوات الأولى من العشرية الأخيرة· وأين كنت وقتها؟ لم أكن بعيدا عن الفريق بالرغم من أنني لم أكن مسيرا وقتها إلا أنني كنت ممولا للفريق حتى 2007 .2008 وبعدها قررنا العودة من الباب الواسع لعدة أسباب وعوامل حزت في أنفسنا أنا وأخي حكوم خاصة، في الحقيقة وبعد رحيل دميغة من الموك وبعد أن ترأس الفريق عدة شخصيات قسنطينية ليس لها علاقة في اعتقادي بعالم الكرة، قررنا أن نعود للفريق والمساهمة بشكل فعال في إنجاح مشروع تكوين فريق قوي· هلا ذكرت لنا أسماء هؤلاء الأشخاص الذين لا يمتون بصلة لكرة القدم؟ أنا لا أتهم أي شخص أو مسير، وإنما كل واحد وخبرته في التسيير، بداية من الرئيس السابق نبيل زغدود الذي ترأس الفريق خلال موسم 2003 و2004 وبالرغم من اعتراضنا عليه، إلا أن أخي حكوم كان يمول الفريق خلال فترته، ليليه بودماغ الذي ترأس الفريق لمدة ثلاثة أشهر فقط وهو يبقى حسب اعتقادي ليس رئيسا للفريق، كما أن قدوم برحايل زاد الأمر تعقيدا وباستثناء الرئيس السابق بن كحول الذي كان رجلا مثقفا ويعرف الكرة جيدا، فإن البقية لا تملك مستوى حسب اعتقادي بل كانوا بعيدين كل البعد عن تسيير فريق بحجم الموك· بل كانوا سببا في تدهوره وإبقائه في ذيل الترتيب· إذًا هذا ما أجبرك على العودة من جديد لترأس الفريق؟ بالطبع، فغيرتنا على الفريق جعلتني أنا وأخي حكوم نعود سويا إلى المكتب المسير، لاسيما وأننا لم نجد أي شخص قادر على إعادة هيبة الفريق، فالموسم الأول وضعنا أموالا كبيرة لتحقيق الصعود ، والتي قاربت ال 8 ملايير سنتيم وهي المواسم التي سبقت عالم الاحتراف الحالي، وكنا في الطريق الصحيح لكن تعرضنا لعدة عراقيل أثرت على إنجاح مشروع الصعود بتواطؤ العديد من الجهات بعضها ليس له علاقة بالنادي أما البعض الآخر فكانوا من أبناء النادي وأرادوا تحطيم الفريق لسبب واحد وهو حتى لا ننجح أنا وأخي حكوم في إعادة هيبة الفريق· هل من توضيح أكثر في هذه النقطة، خاصة أنك اتهمت صراحة آنذاك بعض الحكام بتحطيم الموك؟ والله صدقوني أولا التحكيم كان كارثة على جميع المقاييس ومن الصعب أن تجد حكاما نزهاء في ذلك الوقت، وثانيا تدخل بعض ”أشباه” المسيرين السابقين لاسيما في موسم 2007 /,2008 للتدخل في مصلحة الفريق حيث تسببوا في عدة مشاكل للاعبين خاصة منها حادثة حرق سيارة الحارس بابوش بالإضافة إلى حرق سيارة اللاعب بوراوي وحجتهم في ذلك هي لماذا أمضى بوراوي عقده مع الموك، وهنا أطرح سؤالا لماذا يتدخل هؤلاء الأشخاص في عمل غيرهم، وأنا كنت دائما أقول وأؤكد أن المشكلة في بيت الموك في أبنائها فالشخص الذي لا يسير في ذلك الوقت هو ضد الفريق وهذا أكبر خطأ في اعتقادي· الجميع يعلم أن مقابلة سكيكدة في الموسم نفسه أسالت الكثير من الحبر· هل لنا أن تسرد لنا بكل صراحة بعض الوقائع التي جرت في هذه المباراة؟ على العموم التحكيم ظلمنا كثيرا في وقت مضى لاسيما موسم 2007,2008 وتأكدنا من ذلك خلال مقابلة سكيكدة التي لعبت بمركب الشهيد حملاوي بقسنطينة· فالخصم تنقل إلى قسنطينة بتشكيلة من الشبان بعد الحادثة التي شهدتها مقابلة الشبيبة بالسنافير في مرحلة الذهاب والتي تسببت في مقتل المرحوم فاروق، حيث كان السكيكديون آنذاك خائفين جدا من أنصار السنافير للثأر منهم ، المهم أن السكيكديين تنقلوا شكليا فقط لمواجهتنا إذ تخوفوا كثيرا من المقابلة ومن أنصار ”سياسي”، ورفضوا المجيء وتوقفوا في منطقة بوذراع صالح ”لاسيتي”، ومن بعدها تنقلوا عبر سيارات أجرة إلى الملعب، وهنا أريد أن أؤكد شيئا مهما· تفضل··· لعبنا المباراة وكنا متفوقين في النتيجة بهدف لصفر حتى الدقيقة التسعين، ليمنح اللاعب كواشي من صفوف فريقنا هدفا خياليا للسكيكدية وهو هدف التعادل، كما تمكن بعدها بدقيقة أو دقيقتين من منحهم هدف الفوز وخسرنا المباراة التي تبقى في اعتقادي خسارة الموسم ككل بما أنها ساهمت في إبعادنا من تحقيق الصعود· وأقول لها بكل صراحة التاريخ سيسجلها سمعت أن كواشي كان وقتها متواطئا مع أحد رؤساء النوادي بالشرق الجزائري الذي كان ينافسنا على الصعود· ؟ وهل أنت واثق من أقوالك؟ لا أريد الدخول أكثر في التفاصيل، أؤكد فقط أن أحد رؤساء فرق الشرق ساهم في إبعادنا من تحقيق الصعود عن طريق التواطؤ مع اللاعب كواشي، والمهم أن مقولتي لا يزال يتذكرها الجميع في قسنطينة وهي أنني قلت في ذلك الحين إن مقابلة سكيكدة كلفتني مليون أورو، ومعنى ذلك أن مساهمتنا بحوالي 10 ملايير سنتيم في بداية الموسم تبخرت في مقابلة سكيكدة التي كانت المنعرج الحاسم لتحقيق الصعود· الموسم الثاني لكم على رأس المولودية عينتم بوغرارة مدربا للفريق ولم تحققوا الصعود مرة أخرى لعدة أسباب، هل لكم أن تذكروا الأسباب؟ قبل هذا، أريد أن أؤكد لكم وللرأي العام، أن هناك الكثير من الأمور تغيرت في عالم الكرة في بلادنا، حيث كان المسيرون في وقت سابق لا يتدخلون في شؤون المدرب ويعطون الصلاحيات الكاملة في الانتدابات واختيار التشكيلة الأساسية التي تلعب المباريات، إضافة إلى الخطة المطبقة في اللعب، وهذا ما كنا نتعامل به حين قمنا بتعيين بوغرارة على رأس العارضة الفنية، باعتبار أن المسيرين هم من يضعون الأموال ويضحون بها من أجل الفريق، لأننا نتعامل لحد الآن بعقلية الاحتراف لكن أرى أن هذا خطأ كبير وأنا شخصيا اعترف بالخطأ· هلا شرحت لنا ما تقصد بالضبط؟ حين قمنا بتعيين المدرب بوغرارة، قام هذا الأخير بجلب لاعبين دون المستوى بداية من انتقاء اللاعبين، لكن الكارثة الكبرى هو أن هذا المدرب لم يحقق ما كنا نصبو إليه، رغم أننا لم نكن نحاسبه على طريقة اللعب ولا على بعض النتائج، وكان دائما يقول إنه يجب جلب مهاجمين ويفرض علينا بعض العناصر التي قبلناها في بداية الأمر لكن ندمنا على جلبها بعد سوء النتائج· وأريد أن أؤكد أيضا أنه في بداية الأمر اقترحنا على بوغرارة الاحتفاظ ب 13 أو 14 لاعبا من الموسم الماضي لكنه تمسك برأيه وقام بجلب عناصر لا علاقة لها بتحقيق الصعود· هلا أعطيتنا بعض الأسماء التي جلبها بوغرارة والتي لم تقدم المردود المطلوب؟ في الحقيقة، وجدنا بعد سلسلة النتائج السلبية وخلال اللقاءات التي لعبناها في بداية الموسم، لاعبين لا مكان لهم تقريبا في فريق ينافس من أجل الصعود، فممكن أن إمضاءها في الموك كان لمصالح بعض الأطراف وكل الاحتمالات واردة، فبعض المدربين ولا أقول كلهم أصبحوا ”بزانسية” يأخذون نسبا مئوية على اللاعبين مقابل جلبهم إلى الفريق الذي يدربونه بل يعملون المستحيل ويمارسون كل الضغوط على رئيس النادي من أجل جلب عناصرهم، وأنا مع مرور الوقت تيقنت من هذا الأمر وليس مجرد كلام· فقضية بوجليد مثلا الذي أمضى بمبلغ خيالي قدر ب550 مليون سنتيم آنذاك وبوغرارة هو من زكاه وربط الصعود بإحضار هذا اللاعب وقال إنه لاعب كبير، وهو لاعب سرح في ذلك الوقت من نصر حسين داي، المهم أن القائمة طويلة، وارتأينا أن نغير اسم بوغرارة باسم كبير على الساحة الرياضية حيث وقع الاختيار على المدرب ألفاس· لكنكم قمتم بإنهاء عقده مع الموك بعد فترة وجيزة من العمل معه؟ صحيح، وهذا أكبر خطأ في اعتقادي، فالموسم الثالث لنا على رئاسة الموك، قمنا بتعيين المدرب ألفاس على رأس العارضة الفنية وكان يعمل على تكوين فريق قوي على المدى البعيد، لكن مسعود بورفع وأخي حكوم بالإضافة إلى بعض أعضاء مجلس الإدارة قاموا بتغييره وإنهاء عقده لأسباب أعتقد أنها غير مبررة باعتبار أنني كنت معترضا على ذهابه لأنه مدرب كبير وندمنا على رحيله من الفريق· تحدثت عن بوغرارة وقلت إنك لم تتدخل في الصلاحيات، فهل هذا في اعتقادك سبب فشلكم في تحقيق الصعود؟ أنا شخصيا لا أنكر ذلك، فالعديد من الرؤساء يتدخلون في عمل المدرب ويدلون بآرائهم في التشكيلة الأساسية أو في الانتدابات، لكن كما قلت رغم أنني وأخي مقتنعان بأننا ارتكبنا أخطاء في التسيير لاسيما فيما يخص هذا الجانب، إلا أننا مقتنعان بهذه العقلية والتي اعتبرها احترافية بجميع المقاييس، وهي قناعتي في التسيير· الشارع الرياضي القسنطيني يقول إن الموك دائما تجلب لاعبين من الأقسام السلفي وكثيرا ما تنجح في تكوينهم حيث يؤدون مواسم كبيرة ويصبحون محل أنظار الأندية الكبرى، هل هذا صحيح؟ بالطبع، فسياستنا كانت واضحة وكنا نفكر على المدى البعيد، حيث كنا نعتمد على جلب أحسن العناصر التي تنشط في قسم ما بين الرابطات والإمضاء لها في الموك، على شاكلة مثلا دربال وإيديو إضافة إلى بورقعة الذين يلعبون حاليا في النادي، فالمبدأ هو أن ”نقمر” بلاعبين أو ثلاثة ومن ثم تكوينهم وبيعهم للفرق الأخرى بمبالغ كبيرة وهذا في اعتقادي أمر احترافي والفرق الكبرى دائما ما تتعامل مع اللاعبين على هذا النحو· حاوره: رفيق شلغوم وعادل مغواش
تطالعون في عدد الغد مسعود بورفع كان يمنح الأموال خلسة للاعب المشاكل فرحات أيوب وهو من زرع الفتنة بين اللاعبين الموسم الماضي· الرابطة الوطنية أوقفت المنافسة الموسم الفارط لمدة شهر حتى لا تحقق ثلاثة فرق من الشرق الصعود· بفضلي أصبح أنصار الموك لا يخافون من دخول الداربي بزي الفريق أمام السنافير· مدير ”الديجياس” بقسنطينة دعماش خرج عن القانون لأن الذين أرادوا تنحية أخي حكوم من الرئاسة جلبوا له وثائق مزورة والقضية أمام العدالة· بورفع لا يملك حتى مستوى ”اللوحة” بمعنى أنه شخص أمي