لا شك أن الكثير من المشاهدين للتلفزيون الجزائري صُدِموا وهٌم يتابعون كيف تناول خبر الاحتجاجات الشعبية التي عاشتها مدينة جاناوزين جنوب غرب كازاخستان في محافظة مانغيستاو النفطية، وتزامنت الأحداث مع احتفالات البلاد بالعيد العشرين للاستقلال· اليتيمة قدمت تلك الاحتجاجات وقتلاها في نشرة ظهر يوم أمس على أنها تدافع ابتهاجا بعيد الاستقلال !! ولا أدري ما الغرض من تزوير حتى أخبار كازخستان في التلفزيون على المواطنين، وإذا كان التلفزيون في زمن الإصلاحات بين قوسين يزوّر أحداث العالم، مالذي يمكن أن ننتظره من السلطة والحكومة والنظام السياسي القائم في البلد؟ وإذا كان هذا هو مستقبل الإعلام العمومي عشية الحديث عن فتح قطاع السمعي البصري ما الذي سينتظرنا في التشريعيات القادمة ثم بتعديل الدستور وما بعده؟ هل يمكن للمواطن أن يطمأن لصدق نوايا السلطة ومن يدور فوقها وتحتها قبل وبعد الانتخابات وهي تزوّر احتجاجات شعب كازخستان، وكأنها تغطّي عن كل ما يشير إلى يقظة الشعوب؟ هل يمكن أن نبني جسور الثقة مع المواطن بواسطة هذا الإعلام الفاقد للشرعية شأنه شأن الكثير من المؤسسات التي تزوّر أو تقام على تزوير إرادة الناس وتُدَمّر آمالهم؟ وعندما يطال التزوير أخبار كازخستان مالذي يحدث لأخبار الجزائر العميقة؟؟