طالب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون أمس، جامعة الدول العربية بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، وذلك بينما تصل اليوم أول دفعة من المراقبين العرب إلى دمشق التي وقعت على بروتوكول المبادرة العربية. وقال غليون إن المبادرة العربية وحدها لم تعد كافية “لقطع يد النظام”، داعيا لتدخل دولي عاجل لوقف القمع “الوحشي والإجرامي” في حق الشعب السوري. وضمن هذا الإطار، طالب المعارض السوري الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن وإيقاف ما أسماها بالمهزلة. وانتقد غليون موقف الجامعة التي قبلت بإرسال مراقبين بينما لم يسحب نظام الرئيس السوري بشار الأسد قواته من الشوارع بل زاد، حسبه، من التصعيد العسكري الميداني. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن دمشق وقعت على البروتوكول بعد موافقة الأمانة العامة للجامعة على إدخال تعديلات تحفظ السيادة السورية. ومن جانبه، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أن البروتوكول، الذي تقدمت به جامعة الدول العربية إلى الحكومة السورية للتوقيع عليه، “جزء لا يتجزأ من المبادرة العربية”. ورمى الفيصل بالكرة في ملعب دمشق، وقال إن “الذي ينقل الأمر إلى مجلس الأمن الدولي هو الطرف السوري”. وتأتي هذه التصريحات في وقت تستعد دمشق لاستقبال أول دفعة من المراقبين العرب بقيادة الأمين العام المساعد للجامعة العربية سمير سيف اليزل. وفي تفصيل هذا الجانب، قال الأمين العام للجامعة إن الدول الخليجية وافقت على إرسال 60 مراقبا مساهمة في فريق المراقبين الذي يتألف إجمالا من 150 مراقبا، مضيفا أن المراقبين يتوقعون “أن تتاح لهم حرية التحرك والاتصال بما في ذلك دخول السجون والمستشفيات” في أنحاء البلاد. وفيما يشبه لغة التهديد، قال العربي إن العقوبات العربية ستبقى سارية إلى أن يقدم المراقبون تقييمهم في تقارير يومية وأسبوعية، مضيفا أن الوزراء العرب سيقررون الخطوة التالية. وفي السياق ذاته، قالت فرنسا إنها تأمل أن يتمكن المراقبون من تنفيذ مهمتهم سريعا، لكنها قالت أيضا إن للأسد سجلا من نقض العهود وإن أعمال العنف تظهر أنه ينبغي عدم إضاعة الوقت. وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “شاهدنا بشار الأسد على مدى شهور لا يفي بالتزاماته لشعبه وكثف جهوده لكسب الوقت في مواجهة المجتمع الدولي”. ومن جهتها، أبدت الولاياتالمتحدة تشككها في موافقة سوريا على السماح للدول العربية بمراقبة مدى التزامها باتفاق جامعة الدول العربية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند للصحفيين “أعطى النظام السوري وعودا عديدة ثم خلفها لذلك لسنا مهتمين حقا بالتوقيع على قصاصة ورق بقدر ما نريد خطوات لتنفيذ الالتزامات التي قطعوها”. من ناحية أخرى، اعتبرت فرنسا أمس، أن أعمال العنف التي شهدتها سوريا أول أمس، تشكل “مجزرة على نطاق غير مسبوق”، ودعت روسيا إلى “تسريع” المفاوضات في مجلس الأمن بشأن مشروع القرار الذي تقدمت به. وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “يجب القيام بكل شيء لوقف دوامة القتل هذه التي يدفع الرئيس السوري بشار الأسد شعبه فيها يوميا”.