قال جهاد المقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية، إن سوريا ردت بشكل إيجابي على مبادرة الجامعة العربية المقترحة والتي تهدف إلى إنهاء أعمال العنف المستمرة منذ ثمانية أشهر وتتوقع أن يجري التوقيع على المبادرة قريبا· وكان مقدسي يتحدث بعد انقضاء أحدث مهلة للاتفاق على مبادرة الجامعة العربية الرامية إلى وقف الاحتجاجات ضد الرئيس بشار الأسد والتي تقول الأممالمتحدة إنها أسفرت عن سقوط أكثر من 4000 قتيل· وكانت دمشق قد اشتكت من أن هذه المبادرة التي تتضمن خطة للسماح لمراقبين بدخول البلاد تنتهك سيادتها الوطنية، لكنها تقول إنها تسعى للحصول على توضيحات بشأنها وأنها لم ترفضها تماما· وقال مقدسي للصحفيين في دمشق ''الحكومة السورية ردت إيجابيا على مشروع البروتوكول··· المزمع توقيعه قريبا''، مضيفا ''أنا متفائل بحذر ولننتظر رد فعل الجامعة أولا''· وكانت الجامعة العربية فرضت الشهر الماضي عقوبات اقتصادية لم يسبق لها مثيل ضد دمشق، لكنها مددت المهلة الممنوحة للتوقيع على الاتفاق عدت مرات منذ ذلك الحين· وفي انتظار التوقيع على الاتفاق، أعربت الحكومة السورية عن ''رغبتها'' في توقيع البروتوكول في دمشق، مع توفير ضمانات ب ''رفض'' أي تدخل أجنبي· وأشار وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إلى أن ''الحكومة السورية تود أن يجري التوقيع بينها وبين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، على مشروع البروتوكول في دمشق، استناداً إلى خطة العمل العربية''، التي تم التوصل إليها أواخر أكتوبر الماضي· كما أشارت الرسالة إلى ''الاستفسارات والإيضاحات التي طلبتها سوريا من الأمين العام للجامعة، وردوده عليها، فضلاً عن المواقف والملاحظات التي تقدمت بها الجزائر الشقيقة، وما صرح به رئيس اللجنة الوزارية، والأمين العام للجامعة، تأكيداً لرفض التدخل الأجنبي في الشأن السوري، والتي تعتبر جميعها جزءاً لا يتجزأ، حسب فهمنا لمشروع البروتوكول''· كما جاء في الرسالة أن ''الحكومة السورية تعتبر جميع القرارات الصادرة عن مجلس الجامعة، بغياب سوريا، ومن ضمنها تعليق عضوية الجمهورية العربية السورية في الجامعة العربية، والعقوبات التي أصدرتها اللجنة الوزارية، والمجالس الوزارية العربية بحق سوريا، لاغية عند توقيع مشروع البروتوكول بين الجانبين''· وتضمنت الرسالة دعوة الأمانة العامة للجامعة للقيام بإبلاغ أمين عام الأممالمتحدة، بان كي مون، برسالة خطية تتضمن الاتفاق والنتائج الإيجابية التي تم التوصل إليها، بعد التوقيع على مشروع البروتوكول، والطلب منه توزيع الرسالة على رئيس وأعضاء مجلس الأمن، وعلى الدول الأعضاء في الأممالمتحدة ك ''وثيقة رسمية''· وأكد المعلم في رسالته أن ''النوايا الطيبة لجميع الدول العربية، ومن بينها أعضاء اللجنة، وسوريا العضو المؤسس للجامعة، ستلعب دوراً هاماً وناجعاً في التنسيق بين الجانبين لإنجاز هذه المهمة، والحرص والجدية في تنفيذ ما تم التوصل إليه بأفضل صورة ممكنة، وهو أمر لابد وأن ينعكس إيجاباً على العمل العربي المشترك، ويعيد للجامعة العربية المكانة والفاعلية التي يطمح إليها كل مواطن عربي''·