عادت احتفالية ”أيام قرطاج المسرحية” هذا العام بشكل جديد يميزه غياب نظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي الذي بسط سيطرته طيلة عقود، على الحياة الثقافية والاجتماعية· وانطلقت سهرة أمس، فعاليات الدورة ال 15 لأيام قرطاج بمشاركة 66 فرقة مسرحية من تونس ودول عربية وإفريقية وأوروبية من ضمنها فرقة المسرح الجهوي لولاية بجاية التي تشارك بعرض ”ما وراء البحر” الذي أخرجه الفنان عبد العزيز يوسفي· وأوضح وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك، أن الدورة المسرحية الجديدة ”تكتسي أهمية خاصة كونها تعتبر أول دورة تنظم بعد الانتفاضة الشعبية التونسية التي أطاحت بالنظام السابق في ال 14 جانفي .”2011 وقال المنظمون إن حفل الافتتاح ”جمع بين الفرجة والإمتاع ” من خلال استعراض موسيقي وعروض للفروسية انطلقت من الشوارع قبل عرض أول مسرحية تونسية بعنوان ”صاحب الحمار” التي ألفها الأديب التونسي عز الدين المدني وأخرجها المسرحي التونسي فاضل الجزيري· ويروي هذا العمل أحداث انتفاضة مدينة ”سيدي بوزيد” وإقدام البائع المتجول محمد البوعزيزي على حرق نفسه لتفجر بذلك الثورة التونسية التي أسقطت نظام زين العابدين بن علي· وفي السياق ذاته، يشتمل برنامج هذه الدورة الجديدة لأيام قرطاج المسرحية التي تنظم مرة كل سنتين بالتداول مع أيام قرطاج السينمائية، 53 عرضا مسرحيا تونسيا منها 10 للأطفال و6 للهواة و37 للمحترفين، إلى جانب 13 عرضا مسرحيا من دول عربية وإفريقية وأوروبية· وستعرض تلك المسرحيات في عدة مدن تونسية منها ”الكاف” و”ففصة” و”مدنين” و”صفاقس” و”سوسة”، وذلك في إطار ”تجسيد اللامركزية الثقافية”، وفق تصريحات المنظمين·
كما سيتم على هامش هذه الفعاليات المسرحية؛ تنظيم ندوة فكرية دولية حول مستقبل المسرح، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الورشات المسرحية لمناقشة هموم المسرح العربي، وأمسيات شعرية على هامش التظاهرة، إلى جانب ورشات تكوينية تخصص لموضوع الكتابة المسرحية·
من ناحية أخرى، أكد المنظمون أن أيام قرطاج المسرحية تهدف إلى الوقوف على التوجهات المسرحية العربية والعالمية ومدارسها وموضوعاتها والوسائل الفنية والتقنية الحديثة في مجال العمل المسرحي· وأوضح وزير الثقافة التونسي أن لجانا مستقلة سهرت على التنظيم الفني لهذه التظاهرة خصوصا في انتقائها للعروض، حيث اعتمدت على مقاييس الإبداع والتميز والإضافة”، مشيدا ب”الاستقلالية” التي ميزت أعمال تلك اللجان· وأكد مهدي مبروك أن هذه الدورة ستكون استثنائية كونها تقوم على اختيارات فنية تحتفي بالأعمال الإبداعية الناقدة للأوضاع الاجتماعية العربية السائدة·